تحدّث الأستاذ الباحث في الشؤون السياسية وتاريخ الاقتصاد في البلدان الناطقة بالانجليزية أيمن بوغانمي، خلال استضافته في برنامج “ميدي شو” اليوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2022، عن كتابه الجديد “الشعب يريد: حين تأكل الديمقراطية نفسها”، قائلا إنّه عبارة عن مرآة يمكن استخدامها كوسيلة نرى من خلالها تجاربنا وأخطائنا، حيث أنّ التجربة التونسية، وفق قوله، قصيرة جدّا وغير كافية لفهم الديمقراطية.
واعتبر “أنّنا أمام خيارايْن إمّا محاولة التجربة على أنفسنا، وهذا يتطلّب سنوات، أو الاطّلاع على تجارب غيرنا والأخطاء التي ارتكبوها ثمّ الاستفادة منها”.
وأكّد أنّنا نمرّ بفترة انتكاسة كبرى للديمقراطية، موضّحا أنّ الانتكاسة جزء من الانتقال الديمقراطي، حيث “أنّنا أردنا ديمقراطية مثالية لذلك لم ننجح فيها”، وفق قوله.
وشدّد على أنّ قوّة الديمقراطية تكمن في الحفاظ على السلطة ونقلها من يد إلى أخرى، وتابع أنّ الديمقراطية على عكس ما يعتقده الناس، هي نظام مرتبط بالأزمات، لأنّها النظام الوحيد الذي يُسمح فيه للمعارضة بالانتقاد.
وأوضح أنّ السلطة لا تكون دائمة، وهي دائما مؤقّتة، قائلا: “الحلّ الوحيد هو توفير فرصة نقلها، والمشكل اليوم في تونس أنّ من يعارض قيس سعيّد ولا يوافقه أمامه حلّ واحد، وهو الثورة..”.
وأشار بوغانمي إلى أنّ الشعبوية مبثوثة في كلّ الأحزاب السياسية، وقد تمارس إما للوصول إلى السلطة أو لممارسة السلطة، ومن يستعملها لممارسة السلطة عادة ما يكون له خيار واحد وهو تغيير نظام الحكم.
وشدّد على أنّ الديمقراطية حالة لا يمكن التراجع عنها، مضيفا أنّ الديمقراطية تتعرّض إلى التهديد في العالم ليس فقط في تونس، مستشهدا بـ “ترامب الذي كاد يسقط ديمقراطية أمريكا التي يبلغ عمرها أكثر من 200 سنة”.
المصدر : موزاييك ف م
