سيشهد إنتاج الزيتون بولاية صفاقس تراجعا ملحوظا في هذا الموسم الفلاحي، حيث سينزل من 175 ألف طن الموسم الماضي إلى حدود 68 ألف طن هذه السنة وهو ما يمثّل 7% من الإنتاج الوطني، وبما يعادل حوالي 15 ألف طن من زيت الزيتون، بما يمثّل 8% من الإنتاج الوطني منها 34% متأتيّة من السقوي، وفق ما أفاد به المندوب الجهوي للفلاحة بصفاقس الطاهر المباركي في تصريح لموزاييك، خلال جلسة جهوية انعقدت مساء اليوم بمقرّ ولاية صفاقس مخصّصة لانطلاق موسم جني الزيتون بالولاية.
وأرجع الطاهر المباركي هذا التراجع في الإنتاج إلى التغيّرات المناخية ونقص كميات الأمطار مما جعل الكميات المنتجة في المواسم الثلاثة الأخيرة لا تصل بصابة الزيتون إلى المعدل الاعتيادي بالولاية، موضّحا أنّ صفاقس تمتلك أكبر مساحات لأشجار الزيتون واللوز، لكن على مستوى الإنتاج تأثّرت بشكل ملحوظ على مستوى الإنتاج حيث أنّ الزيتون بولاية صفاقس يعتمد بالأساس على النمط المطري.
وبيّن أنّ صفاقس لا تصل فيها كميّات الأمطار إلى 200 ملم سنويا وأنّ 364 ألف هكتار من مساحات أشجار الزيتون تمثّل حوالي 20% من مساحات أشجار الزيتون بالبلاد التونسية، في حين أنّ كميات الأمطار بالولاية لم تتجاوز 50% من معدلها السنوي على أقصى تقدير وهو ما أثّر سلبا على إنتاج الزيتون بمفعول الجفاف جراء نقص الأمطار وشح التساقطات وارتفاع درجات الحرارة.
وكشف أنّ من ضمن 68 ألف طن من الإنتاج المقدّر هذه السنة فإنّ 34% منها متأتيّة من المساحات السقوية، مضيفا أنّه من المفارقات أنّه من ضمن 364 ألف هكتار من مساحات الزيتون هناك 10 آلاف هكتار فقط سقويّة، بما يمثل 2,7 % من جملة هذه المساحات ومع ذلك ساهمت في الإنتاج لهذه السنة بنسبة 34%.
وفي مقارنة بموسم 2014/2015 الذي بلغ فيه إنتاج الزيتون 522 ألف طن، شدّد على أنّ غابات الزياتين كبيرة بالولاية لكنّها تأثّرت جراء هذه العوامل المناخية لا سيما وأنّ صفاقس ليس لها استقلال على مستوى مياه الشرب وتحتاج إلى المياه من خارجها وتعاني من النقص الفادح في المياه وخصوصا في فترة الصيف، كما أنّ المياه الباطنية بها تشكو من ارتفاع درجة الملوحة التي يمكن أن تصل إلى 16 غرام في اللتر في الصخيرة، كما أنّ المائدة السطحية فاتت نسبة استغلالها 140%.
تجدر الإشارة إلى أنّه تقرّر خلال الجلسة الجهوية اليوم الإثنين، بمقرّ ولاية صفاقس أن ينطلق موسم جني الزيتون بالجهة يوم 30 أكتوبر 2022.
فتحي بوجناح
المصدر : موزاييك ف م
