Home أخبار الواقع الاقتصادي والسياسي في تونس.. بين الماضي والحاضر

الواقع الاقتصادي والسياسي في تونس.. بين الماضي والحاضر

0 second read
2
0

حلّ أستاذ التاريخ المعاصر والأنثروبولوجيا التاريخية بجامعة صفاقس عبد الواحد المكني ضيفا على برنامج ”جاوب حمزة” على موزاييك اليوم الأحد 25 ديسمبر 2022، للحديث عن تاريخ تونس وفترات ازدهارها والنكبات التي مرت بها.

التسميّات التي مرّت على تونس.. وكيف نعرّف الهوية التونسية؟

استهل ضيفنا حواره بالتعريف ”بهوية التونسي” والتسميات التي مرت على هذا البلد الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط، وقال إنّ تونس كانت تسمى سابقا بإفريقيّة ومنحت إسمها بعد ذلك للقارة ككل (قارة إفريقيا)، كما كانت تسمى ”ترشيش” وذكرت في الشعر القديم بهذا الاسم، ثمّ سميت بتونس.
 
أما بخصوص هوية التونسي، قال أستاذ التاريخ: ”التونسي هو إنسان متوسطي وتاجر بالأساس يتميز بسرعة التعلم والحفظ وخاصة اللغة وكان يتمتع بقوة الاقتباس.. وقد كانت تونس تسمى بـ”شنغاي المتوسط، ” بسبب للازدهار التجاري الذي تعرفه وتنوع وتعدد اللغات والجنسيات، ولغتها العامية هي مزيج من الأمازيغية والمتوسطية.

وكشف أنّ تونس كان لها واحدا من أقدم وأعرق الدساتير المكتوبة في التاريخ وهو دستور قرطاج الذي كان معروفا ومبهرا في تلك الحقبة وتأثرت به عديد الحضارات.

ازدهار.. تداين وفقدان السيادة.. فاستعمار 

أما بخصوص تاريخ تونس الاقتصادي، تحدث ضيف نجوم عن الازدهار الذي عرفته تونس بلد التجارة قبل الاستعمار الفرنسي، حيث كانت تعيش ازدهارا كبيرا وكانت بلدا منتجا قبل أن تعلن إفلاسها في 1869 بسبب سوء الحوكمة والتداين وفقدان سيادتها، فقرر الفرنسيون حينها قطف ”الإجاصة” عبر الاستعمار، و”منذ ذلك الوقت أصبحت تونس في تبعية سياسية واقتصادية إلى اليوم”،.

وعاد بالحديث عن عهد البايات، حيث أكّد أنّ المنصف باي كان وطنيا ويحب تونس كثيرا، وكان قريبا جدا من شعبه ومن أقرب البايات لقلوب التونسيين، ولعل جنازته خير دليل على ذلك، حيث كانت من أكبر الجنازات التي عرفتها تونس عبر التاريخ بعد جنازة الفنانة الحبيبة مسيكة، وفق قوله، كما كان الباي الوحيد الذي أوصى بدفته خارج تربة البايات.

أما محمد أمين باي، فقد صرّح ضيفنا أنّ هذا الباي أخذ العرش في فترة صعبة جدا، حيث لا أحد كان بإمكانه في تلك الفترة ان يعوض شعبية المنصف باي، كما قاطعته الحركة الوطنية، متابعا: ” محمد أمين باي كانت فيه إيجابيات وسلبيات وأهمها ضعف شخصية، وقد توفي في المرسى ودفن في صمت دون تنظيم جنازة وطنية”.

وتابع: ”الفترة الاستعمارية نهبت خيرات تونس من فسفاط وحديد وخشب إضافة إلى الاستعمار المنجمي والزراعي والبحري… لكن الاستعمار ودون أن يشعر ترك إيجابيات بعد الاستقلال لم يستطع العودة بها الى فرنسا، حيث ترك قواعد عسكرية في بنزرت وطرقات وسكك حديدية كانت تجمع بين تونس والمغرب العربي لكننا لم نحافظ عليها للأسف”.

الدولة الوطنية مع الحبيب بورقيبة

أما عن الزعيم الحبيب بورقيبة، فقد اعتبر عبد الواحد مكني أنّه باني الدولة الوطنية، على كل المجالات، والمكاسب التي تركها عديدة، حيث راهن على التعليم، وأمر ببناء مدرسة فوق كل ربوة.

وقال: ” بورقيبة لم يبع تونس واخلاصه للبلاد كان كبيرا جدا وجعله دون أملاك.. حتى الانتقادات التي تلقاها بخصوص بناء قصر قرطاج، أجاب عليها بخطاب شهير في جانفي 1963، لما صرّح بأنه سيمثل ”وجه تونس” أمام ضيوفها.

ويرى محدثنا أنّ ”حاشية بورقيبة” لعبت دورا كبيرا في حرب الخلاقة وصراع الاجنحة أضعفه، متابعا: ”وأكبر خطأ ارتكبه بعد زواجه من وسيلة هو طلاقه منها”. 

”أخطاء بورقيبة بعد التفرد بالحكم، تتلخّص في تهميش الفلاقة وحرب بنزرت وزواجه من وسيلة ”، يقول ضيفنا ويضيف: ” التونسيون رأو في زواجه منها عودة ”البلدية” للسلطة.. وفعلا وسيلة كانت تحكم من وراء الستار”. 

تونس اليوم… من مسار 25 جويلية إلى الانتخابات التشريعية

يرى عبد الواحد المكني أنّ تونس تتعرّض منذ 25 جويلية إلى حملات تشويه، مشيرا إلى وجود إرادة لإفشال مسار 25 جويلية عن قصد، معتبرا انّ ”عقود اللوبييغ” المسرّبة خير دليل على محاولة بعض التونسيين تشويه بلادهم للأسف، وفق تعبيره.

أما بخصوص تعليقه على الانتخابات التشريعية الأخيرة، اعتبر ضيف موزاييك أنّ نتيجة الانتخابات 11.22 بالمائة، هو ردّ على تعفن الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الحالي، وأنّ 89 بالمائة المتبقية لا تمثل مقاطعة بل هي عزوف.

 وقال: ” لمن يعتقد من المعارضة أنه حقق انتصارا وأن نسبة 89 بالمائة تمثله فهو مخطئ لأنه لا علاقة للمعارضة بهذه النسبة وهي تمثل فقط عزوف الشعب التونسي عن المشهد السياسي وادانة للأحزاب والنخب”. 

وقال إنّه فضلا عن حالة العزوف الهيكلية، فإنّ ”اللحظة” بمعنى التوقيت، كان لها دورا كبيرا في فشل الانتخابات، موضّحا بأنّ تنظيم انتخابات تزامنا مع نهائي كأس العالم وعشية عودة الطلبة من عطلة وهم الخزان الانتخابي لقيس سعيد وتنظيمها يوم سبت كان خطأ كبيرا. 

وتابع: ”ألم تفكر هيئة الانتخابات في كل ذلك؟  إذن فهي مخطئة في تحديد التواريخ والتسيير.. وعدم قبولها للرأي المخالف”.

علاقة التونسي بالجباية

قال عبد الواحد المكني إنّ وزارة المالية مطالبة اليوم بتفسير قانون المالية للرأي العام، معتبرا أنّه من القواعد الحكم الرشيد التفسير، وقطع الطريق أمام التأويلات. وتابع: ”عادات التونسي تغيرت منذ 2011 حيث أصبح التونسيون ينتظرون سنويا ميزانية الدولة وتفسيره من حقهم”.

أما بخصوص النظام الضرائبي، يرى ضيفنا أنّ الشعوب التي تطورت هي التي تملك نظاما ضرائبيا صارما وواضحا وصريحا، مشيدا بدولة قطر التي تملك نظاما جبائيا صارما جعل منها مثالا يحتذى به، وفق قوله.

وبيّن أن التونسي عبر التاريخ معروف بعدم دفع الضرائب، مشدّدا على ضرورة تنظيم حملات توعية وتحسيس وتسهيل الإجراءات قائلا: ”النظام في تونس لا يسمح بدفع الضريبة عبر الصكوك والدفع يكون فقط نقدا”.   

وتحدّث ضيفنا على ”حركة الاستنارة ” التي ولدت في الأقطار العربية في منتصف القرن 19 وتحديدا في تونس ومصر ثم الشام والعراق، والتي تزامنت مع حركة التحديث في اليابان التي نجحت، مقابل فشل الحركة في الدول العربية.

وقال: ”في البلدان العربية لم تكن هناك قاعدة اجتماعية تتبنى مشروع التحديث وأيضا غياب المشروع الاقتصادي، حيث كانت الحركة تدعو فقط للحد من الحكم المطلق والقضاء على الفساد”.

وعاد بالحديث عن أول أطروحة اقتصادية تم طرحها في تونس مع محمد صالح مزالي وحسن حسني عبد الوهاب ومحمد شنيق صاحب فكرة بنك تونس، ”لكن كل هؤلاء كانوا صوتا ضعيفا وأحيانا نشازا صلب الحركة الوطنية”، وفق تصريحه. وقال: ”اقتصاديا تونس ازدهرت في فترة الستينات التي تكوّنت فيها الشركات كبرى رمز فخرنا اليوم” .

وأبرز انّ الحوارات والنقاشات في تونس غابت وتغيب عنها البرامج الاقتصادية حيث لا يملك أي حزب سياسي في البلاد مشروعا اقتصاديا واقعيا قابلا للتطبيق إلى اليوم.
 

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

البطولة العربية للأردن : تونس تشارك ب14 مصارعا ومصارعة

البطولة العربية للأردن : تونس تشارك ب14 مصارعا ومصارعة يشارك المنتخب التونسي للمصارعة للأص…