“موزاييك نافذتي على الكون.. عبرها أشاهد ما حرمتني منه إعاقتي البصرية، هي كلّ عالمي في منطقة الحازة المنسية..”، بهذه الكلمات استهل سامي محمدي، البالغ من العمر 40 عاما، حواره مع “موزاييك”، التي تنقلت إليه.
60 كيلومترا غرب مدينة القصرين، في نقطة التماس مع الجزائر على امتداد جبلي الشعانبي والسّيف، بين منزلين متواضعيين تفصل بينهما عشرات الأمتار، عاش سامي طفولته وشبابه.. فسحة الأمل عنده في مجال ضيّق بمفعول الجغرافيا وغياب المرافق الأساسيّة والإعاقة، هي موجات إذاعة “موزاييك” التي يتابع برامجها وأخبارها وحتّى جديد صحفييها ومراسليها ومنتجيها على الصعيد المهني والشخصي، منذ سنوات.
في تصريحاته لموزاييك، يذكّر سامي بآخر مستجدات العالم والبلاد عبر ما التقطه من خلف مذياع قديم يرافقه بداية يومه ونهايته، دون أن ينسى من أثّث أيامه الصعبة عبر أثير لم تمنعه الطريق المهترئة والماء الذي ينقطع بين الفينة والأخرى من بلوغ وجدانه.
يستحضر بابتسامة طفوليّة حوارا جمعه بإيهاب مؤخّرا، يحيّي غفران وخولة ومراد وحسين، الذين رافقوه على رأس كلّ ساعة لسنوات.
يقطع حوار “ميدي شو” تسلسل حديثه، فيقول “إلياس الغربي يرافقني منذ سنين انطلاقا من منتصف نهار كلّ يوم”، وقبله جيهان وأمين مع بداية يومي، وبعده حسن وشاكر مساءً، قبل خلودي للنوم.
يتحدّث لموزاييك بإطناب عن مراسليها، من بنزرت إلى تطاوين، ومن أقصى شرق البلاد نحو المناطق الحدودية الغربية.
قصة حبّ من نوع خاصّ جمعته بإذاعتنا، يشدّد على سرد تفاصيلها والده محمد.
يقول محمد وهو يحاول إرشاد سامي نحو منزل عمه، وهو أقصى ما يمكن أن يبلغه سامي في مرتفعات القصرين القاسيّة: “موزاييك هي بصر إبني الذي فقده، وعبرها يراكم المستجدات ليعلمني بها حال عودتي نحوه.. كلّ أخباره دقيقة بشكل لا يمكن تخيله..”.
ولأنّ ما جزاء الوفاء إلاّ الاعتراف، اختارت “موزاييك” أن تكرّم سامي محمدي نهاية سنة 2022 وبداية سنة 2023، وأن تشارك الجمهور قصّة متفرّدة لشاب ينتمي لشريحة تستحق كلّ الحب والعناية..
برهان اليحياوي
المصدر : موزاييك ف م
