Home أخبار هل يعالج ”الهنديّ” ما أدمى شوك الهشاشة من جروح لعاملات الفلاحة؟

هل يعالج ”الهنديّ” ما أدمى شوك الهشاشة من جروح لعاملات الفلاحة؟

2 second read
2
0

تنطلق عائشة(35 سنة)، وسط مجموعة من نساء تعوّدت، على مرافقتهن، فجر كلّ يوم، نحو حقول التّين الشوكيّ، في منطقة زلفان من معتمدية فوسانة، المشرفة على جبلي سمّامة والشعانبي.

رحلتها تبدأ، في كل موسم، في حدود الرابعة صباحاً، والمهمّة تتمثّل في شحن شاحنة صغيرة بالتين الشوكي، وحرارة الطقس وشوك الهندي هما أبرز معرقلات عمل يضاهي عمره سنّ نبتة زيّنت مرتفعات القصرين.

تقول عائشة من وراء مظلّة تحمي وجهها من شمس ظهيرة بدأت تقترب “تعب جني التين الشوكي لا يطاق، رغم تعوّدي على العمل في هذه الحقول منذ عشرة سنوات، لكن العودة المدرسية على الأبواب، ما يجبرني على مزيد العمل لتوفير حمولة شاحنة أخرى، ولجني محصول مادي إضافيّ، قبل منتصف النهار”.

عائشة واحدة من آلاف النسوة العاملات في جني التين الشوكي في تونس التي تحتل فيها ولاية القصرين المرتبة الأولى، في إنتاج ثمارها، بحجم يقدّر ب 300 ألف طنّ، للموسم الحالي، تجمع كلّها بأيادي عاملات فلاحة كعائشة ومثيلاتها.

وسط هكتارات ممتدة كالأرض من التين الشوكي، تتحرك الأيادي التي تغطيها قفازات أحيانا، والملامسة للشوك دون واقٍ او عازل في أحيان أخرى، بطريقة عمودية لمراكمة ما يُقطع من التين الشوكي داخل أوعية، تُنقل إلى شاحنة رابضة في مكان غير بعيد، في سباق ضد وصول شمس الحقل نحو منتصف السماء، ولتحصيل ما يمكن جمعه من دينارات إضافية مع كل حمولة تتكدّس في صندوق  خلفيّ لعربة ستنقل الهندي مع النسوة، إثر انتهاء العمل.

تؤكد عائشة من بين أعمدة التين الشوكي التي رسمت خطوطا خضراء مستقيمة في منطقة الهندي الخالصة، أنه لا أجرة قارة لعملها في الهندي، فما تجنيه كلّ يوم مرتبط بما تجمعه يديها من ثمار، وتتراوح الأجرة اليومية لها بين 5 دينارات و15 ديناراً يوميّاً.

من جهته، يشير رئيس الجمعية الوطنية للتين الشوكي، والمستثمر في قطاع الهندي، محمد رشدي بناني، إلى الدور الاجتماعي للمؤسسات الخاصة المشتغلة في الميدان، من أجل الارتقاء بظروف العاملات عبر شهادة “التجارة العادلة” (le commerce équitable)، والتي فرضت فيها شركات توريد التين الشوكي وغيره من المنتوجات، في كل أنحاء العالم، توفير 10% من مرابيح كلّ شركة للنهوض بالوضع الاجتماعي للعاملين في هذه القطاعات أو للمناطق المنتجة لها.

ويؤكد البناني أن انخراط الشركات الخاصة في هذه الشهادة من شأنه أن يعالج مشاكل العاملات في المجال الفلاحيّ المركّبة، وأهمها معظلة النّقل، عبر توفير حافلات لنقل العاملات للحقول، أو أبنائهن للمدارس، في هامش هاجس النقل والتنقل فيه بات مشكلا مؤرقاً…

في حدود منتصف النّهار تنهي “المحاربات” يوم عملهن بين شوك يدمي الأيدي، وحرارة تخفّض من جهدن، وأوجاع عميقة أخرى مصدرها الهشاشة… فهل سيكون الاقتصاد الاجتماعي التضامني هو الحل عبر “التجارة العادلة” الصّارمة في حقوق الطفل والمرأة والعامل؟

برهان اليحياوي

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

الصين: أكثر من 10 ضحايا بين قتيل وجريح في هجوم على مستشفى

الصين: أكثر من 10 ضحايا بين قتيل وجريح في هجوم على مستشفى أسفر هجوم على مستشفى في جنوب غرب…