Home أخبار هادي دانيال يكتب لكم: الولايات المتحدة تحاول فرض نظام ‘حماية’ أمريكي على ليبيا!

هادي دانيال يكتب لكم: الولايات المتحدة تحاول فرض نظام ‘حماية’ أمريكي على ليبيا!

0 second read
2
0

كتب: هادي دانيال

إذا كانت الولايات المتحدة قد أمعنت على مدى عقود طويلة في الاعتماد على بيع السندات التي تُصدرها والأوراق النقدية غير المغطاة التي تطبعها لتأمين نمط عيش لمواطنيها تباهي به، ولتأمين الإنفاق الذي لا يضاهى على المؤسسة العسكريّة

فإنّ خروج التضخم على السيطرة أرغم الإدارة الأمريكية على وقف طباعة الأوراق المالية وسحب مبالغ ضخمة من التداول بحلول شهر سبتمبر المقبل، “تزامنا مع انهيار نظام الضرائب الاستعماري وارتفاع أسعار السلع الأساسيّة الذي يدفع واشنطن نحو القضاء على الفوائض التجارية لأوروبا واليابان وغيرهما من المانحين الماليين ” على حد تعبير ألكسندر نَزاروف، الأمر الذي دفع دولا كالصين واليابان وبعض الدول الأوربية  إلى التخلص التدريجي ولكن السريع نسبياً من السندات الأمريكية بأساليب مختلفة.

غزوات وحروب

هذا الوضع يضع الولايات المتحدة في أزمة وجوديّة يبدو أنّها تريد “معالجتها” ليس فقط بتخويف الدول من بعضها البعض لبيعها المزيد من السلاح المتراكم في مخازنها كتخويف دول الخليج من إيران ودفع أوكرانيا وبعدها فنلندا والسويد إلى استفزاز روسيا إلخ، إنما تريد دعم الميزانية الأمريكية من ثروات شعوب تستضعفها فتغزوها عسكريا وتحتلها كما فعلت في العراق سنة2003، فدمرت جميع مؤسسات الدولة باستثناء وزارة النفط لأن الأخير أولى غاياتها من إسقاط نظام الشهيد صدام حسين إلى جانب حماية الأمن الاستراتيجي للكيان الصهيوني…

خطر داعش…

وفي سورية دخلت شمال البلاد من باب دعم “الأكراد السوريين” وحمايتهم من خطر “داعش” لكن هذا الخطر زال بينما الأمريكان عززوا وجودهم العسكري في المنطقة التي “تسيطر ” عليها “قسد” وتحديدا على آبار النفط التي أحضروا معدات لاستخراجه وبيعه لصالح ميزانية البنتاغون.
وفي هذا السياق قال السيناتور الأمريكي “ريتشارد بلاك” الذي كان جنرالا خدم في الجيش الأمريكي 32 عاما، قال ” سرقت الولايات المتحدة ثروة هذا الشعب تاركة السوريين يتجمدون حتى الموت في الشتاء بينما نسرق وقودهم. المنطقة نفسها في شمال سورية هي سلة خبز سورية، لقد أنتجت ما يكفي من القمح لإطعام أمة ، وقد سُرِقَ هذا أيضاً: أعطيناها للمرتزقة الأكراد الذين يشحنون القمح السوري إلى التجار الأتراك، بينما يتضوّر الفقراء السوريون جوعا”.

أقر السيناتور بلاك في مؤتمر معهد شيلر العالمي بالولايات المتحدة نفسها بأنّ واشنطن تمارس سياسة استخدام الوكلاء للإطاحة بالخصوم كما فعلت في سوريا والآن في أوكرانيا، وحتى عندما اشتركت مع فرنسا وبريطانيا في مهاجمة ليبيا ” وأطاحت بها، وأعدمت بوحشية (الشهيد)العقيد القذافي، سلّمت الولايات المتحدة السيطرة على مطار ليبي إلى الأتراك ، الذين استخدموه لنقل أسلحة متطوّرة نُهِبَت من ليبيا، وأرسلوها في النهاية لتزويد الإرهابيين الذين جندوهم في سورية”.

إفشال كل الحلول

وكما أنّ الأمريكان سيقاتلون الروس من أوكرانيا حتى يموت آخر أوكراني، فإنهم أوكلوا الأتراك في ليبيا إلى أن تبقى الأخيرة غير مستقرة ولو اقتضى الأمر التضحية بآخر ليبي. فالأتراك ووراءهم الأمريكان يدفعون عملاءهم الليبيين (ميليشيات الإسلام السياسي في غرب ليبيا خاصة) إلى إفشال أيّ حلّ سياسي ينهي حالة الحرب على كامل الأراضي الليبية إذا لم تكفل هذه التسوية تأمين الأطماع الأمريكية وعلى هامشها الأطماع التركية في الهيمنة على آبار النفط ليس فقط على حساب مصالح الشركات الأجنبية الأخرى التي تعمل في مجال الاستثمار في النفط والغاز، بل أصلا على حساب مصالح الشعب الليبي وانتهاكا لسيادته على ثرواته الوطنية.

وبذريعة أنّ عائدات النفط التي تذهب إلى البنك المركزي تتسرب إلى الإرهابيين (الذين تدعمهم واشنطن نفسها؟ يا للمفارقة ويا للصلف الممعن في وقاحته!) ، فإنّ واشنطن تريد أن تسيطر سيطرة مطلقة على الثروات الليبية تحت الأرض الليبية وفوقها، وخاصة منها النفط والغاز، وتتحكم بكيفية صَرْف العائدات المالية من هذه الثروة، فتعطي الليبيين حاجتهم التي يقدرها لهم الأمريكيون من هذه الأموال وما تبقى تتصرّف به الإدارة الأمريكية…

فرض ‘الحماية’

أي بوضوح تريد الولايات المتحدة فرض حماية أمريكية على ليبيا، وفي حال نجحت في ذلك، فإنّها ستحاول تعميم هذا النموذج أينما استطاعت إلى ذلك سبيلا عبر العالم، ولن يُستثنى الجوار الليبي مِن ذلك، بل إنّ الضرر سيلحق بهذا الجوار في كل الحالات، لأنّ فرض الحماية أو التهديد بتقسيم ليبيا في حالة فشل المشروع الأمريكي (فرض الحماية) سيفضيان إلى بقاء الوضع في ليبيا غير مستقر، ولا شكّ أنّ الاضطراب في ليبيا سيلقي بظلاله على دول الجوار كافة.  

المصدر : الصريح

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

فقدان 23 تونسيا في سواحل قربة ما القصة ؟

فقدان 23 تونسيا في سواحل قربة ما القصة ؟ أكد المتحدث باسم الحرس الوطني العميد حسام الدين ا…