Home أخبار نوفل سلامة يكتب: نعيش مرحلة ‘ألا حل’ ومعركة من أجل ‘توازن العجز’…

نوفل سلامة يكتب: نعيش مرحلة ‘ألا حل’ ومعركة من أجل ‘توازن العجز’…

0 second read
2
0

كتب: نوفل سلامة  

تعيش البلاد اليوم وضعية انسداد أفق خطيرة وحالة من العجز عن إيجاد مخرج وحل لهذا الانسداد السياسي الذي ألقى بظلاله الكثيفة والثقيلة على الوضع الاقتصادي وعلى الحالة الاجتماعية وهو شعور بات اليوم السمة المهيمنة على الحالة التونسية وشعورا معلنا ومعبرا عنه لدى الجميع….

شعور امتد حتى بين الأفراد الذين ناصروا وآمنوا ووثقوا في حركة 25 جويلية أن تكون هي الحل والمخرج مما يعتبرونه ‘عشرية خراب’ وفشل وتراجع عن تحقيق استحقاقات الثورة الحقيقية وأهدافها من شغل وكرامة وحرية مسؤولة وديمقراطية تنتج حياة آمنة وتبني الطريق نحو التقدم وإنتاج الثروة وتحسين الأوضاع.

انسداد سياسي

هذا التوصيف لحالة الانسداد السياسي الذي تعرفه البلاد في الأشهر الأخيرة بعد حدث 25 جويلية وما تبعها من تدابير استثنائية أعطت للرئيس قيس سعيد صلاحيات مطلقة وواسعة و خولت له تجميع كل السلط بيده وهو التمشي الذي راهن عليه الكثير من أفراد الشعب التونسي في أن يتحول إلى حركة تصحيح لمسار الثورة وإيقاف حالة الفوضى والعبث التي عرفتها البلاد خاصة بعد انتخابات 2019، هذا التوصيف للحالة الثورية التي عرفتها البلاد أصبحت في نظر طيف كبير من الشعب هي الأزمة التي أحدثت هذا الانسداد الذي تواصل حتى مع منظومة 25 جويلية.
التقييم اليوم بعد مضي عشرة أشهر عن الحركة التي قام بها الرئيس و اعتبرها ضرورية لتصحيح مسار الثورة، أن البلاد اليوم في ظل التدابير الاستثنائية ومرسوم 117 الذي أخذ مكان الدستور في تنظيم السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية أننا نسير نحو انسداد سياسي خطير، وحصول حالة من العجز في تجاوز مرحلة التدابير الاستثنائية والذهاب نحو وضع سياسي أكثر استقرار ووضع اقتصادي في طريقه للتعافي ووضع اجتماعي بدأ يتحقق فيه الكثير من مطالب الفئات المهمشة والفقيرة من سكان الجهات الداخلية والشباب العاطل عن العمل…
التقييم اليوم أن البلاد مع منظومة 25 جويلية تعرف عجزا عن تجاوز الفشل الذي رافق منظومة الثورة وعدم القدرة على تجاوز التراجع الذي تحقق مع الحكومات المتعاقبة وعجزا آخر عن تأسيس واقع جديد يكون أفضل من واقع ما قبل 25 جويلية…

غياب الحلول

الحالة الذهنية اليوم والتي بدأت تتوسع في المجتمع تميل إلى أننا لا نمتلك الحل للخروج من حالة العجز التي عليها الطبقة السياسية برمتها، سواء من كان في المعارضة أو من كان في الحكم وهم عاجزون عن كسر القيود المكبلة وتجاوز الانسداد الذي تعرفه البلاد للخروج من هذا المأزق…
هناك إدراك في كوننا قد فرطنا في فرصة جديدة منحت للبلاد بعد فرص كثيرة هُدرت بعد الثورة لتحويل نتائج انتخابات 2019 إلى منظومة حكم متناسقة ومستقرة…
حيث يبدو أننا قد فرطنا في فرصة كان يمكن أن تتحول إلى تصحيح للمسار الثوري وتدارك الأخطاء التي حصلت في مرحلة الانتقال الديمقراطي وكل التعثر الذي رافق عشرية كاملة لم توفق في إرساء وضع أفضل من وضع الاستبداد..

عجز تام!

اليوم نقف على حقيقة أن الجميع عاجز عن تقديم رؤية واضحة للخروج من حالة العجز السياسي، فلا المعارضة قدرت على حمل الرئيس قيس سعيد على العودة إلى المسار الديمقراطي وجبره على الذهاب إلى الحوار والتشاور مع الجميع وبناء خيارات جماعية…
ولا الرئيس قيس سعيد ومنظومته 25 جويلية قدرت أن تتجاوز منظومة الثورة والذهاب إلى مرحلة سياسية جديدة من دون القوى التي تسمي نفسها بـ’قوى الثورة’ و بآليات مختلفة لاستئناف الثورة التي تعطبت ولا الشارع السياسي والاجتماعي استطاع أن يقلب المعادلة وكانت له القدرة على حمل الجميع على الجلوس على طاولة واحدة والتفكير في طريقة للخروج من حالة العجز المكبلة للجميع  ولا اتحاد الشغل يمتلك من القدرة على فرض حواره على الجميع لإخراج البلاد من أزمتها المتعددة والخانقة…

صراع العاجزين!

إن الشعور اليوم أن الصراع القائم بين قوى الحكم وقوى المعارضة هو صراع بين قوى جميعها عاجز ومكبل للوصول إلى حل سياسي يخرج البلاد من أزمتها الخانقة، وينقلها إلى واقع أفضل وأن المعركة اليوم هي بين من يكون موقعه  أفضل في حالة العجز فالجميع اليوم يخوضون معركة من أجل  توازن العجز ويعيشون حالة من غياب الحل بل قل حالة من ألا حل..
إن الواضح اليوم أن البلاد لا تتوفر على حل جماعي داخلي وخلاص مشترك يتآزر حول الجميع و الحل الذي انتهت إليه  “رواية الياطر” لحنة مينا في مواجهة الخطر الداهم الذي أصاب القرية في الرواية.. وكل الخوف وهي فرضية ممكنة ومطروحة أن يأتي المخرج وأن يتوفر الحل لما نعيشه من أزمة متواصلة ودائمة من الخارج ليفرض رؤيته ويسطر للبلاد والنخبة السياسية طريق الخلاص ويضع الإستراتيجية لإنهاء حالة العجز ..
المشكل اليوم أمام هذه الأزمة السياسية المتواصلة أن الجميع يخوضون هذه معركة وهم عاجزون عن تقديم البدائل لإنفاذ البلاد…والمشكل الآخر أن الصراع بين الفرقاء اليوم هو صراع من أجل توفير أفضل الشروط للبقاء وتحسين المواقع في هذا العجز لنخبة تونسية لا تملك البدائل ..            

المصدر : الصريح

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون

نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون انطلقت، اليوم الجمعة با…