كتب: صالح الحاجّة
كثيرا ما يذهب الصحفي الى المشنقة بقدميه …وكثيرا ما يدق على باب السجن بيديه …وكثيرا ما يسعى الصحفي الى حتفه بنفسه …وكثيرا ما يخسر الصحفي موقعه في العمل ويجد نفسه يعاني البطالة والخصاصة …يحدث ذلك كثيرا وتكرر مرارا وتكرارا في تاريخ الصحافة التونسية وغير التونسية…
يحدُث ذلك عندما يبلغ وهمه بحرية الصحافة مبلغ الاعتقاد والعقيدة بينما في الواقع وبالتجربة والممارسة والبحث والتقصي وشهادة التاريخ لا وجود لشيء اسمه حرية صحافة في المطلق …إن هذه الحرية وهم جميل يتسلى به الانسان …يحلم به في اليقظة …يتخيله في الخيال …أما في الواقع المعيش فان الصحفي غالبا ما يستيقظ على الحقيقة المفزعة …المريعة …وعلى الصدمة التي تزلزل كيانه فيكتشف انه كان يعيش خدعة كبرى عششت في مخه ثم قذفت به في قاع مستنقع قذر …ونتن …لا قرار له …
يخطئ الصحفي الذي يسلم بأن الكلام الشعري الجميل والمعسول عن حرية الصحافة وقوة السلطة الرابعة كلام حقيقي …انه كلام من قبيل الأكاذيب الخبيثة التي يسوّقها البعض لغاية في نفس يعقوب …إنه كلام سرعان ما ينهار أمام من بيدهم القرار السياسي …او المالي …او الاقتصادي …او الديني …او القضائي …أو حتى الصحفي احيانا… والعاقل في كل العصور هو من يتحكم في لسانه فلا إفراط ولا تفريط ولا ينسى ابدا ان لسانك صوانك اذا خنته خانك…
المصدر : الصريح
