اختتم مسرح أوبرا-تونس ورشاته التكوينية 2022/2023، لقطب المسرح والفنون الركحية، وذلك في إطار الدورة الخامسة لتظاهرة “تعبيرات مسرحية” التي انطلقت يوم الاثنين 3 جويلية 2023 وتواصلت إلى يوم الجمعة 7 جويلية 2023 بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.
تعبيرات مسرحية هي لقاء مسرحي يحتفي من خلاله قطب المسرح والفنون الركحية بمشاريع الورشات التكوينية في المسرح للأطفال والناشئة والشباب والكهول.
ويتوّج هذا اللقاء سنة من تكوين وتأطير للعديد من المواهب والطاقات الإبداعية من خلال مختصين في المسرح.
وقد كان عرض الاختتام من نصيب مسرحية 942-الوصايا العشر لمجموعة من الشباب الذين هيؤوا قاعة التمارين للبحث والتدقيق في الوصايا العشر لسقراط بمقترحات فنية جماليةً وذلك بتأطير من الأستاذ عبد القادر بن سعيد.
منذ حوالي الساعة السادسة وأربعين دقيقة، بدأ محبي الفن الرابع بالتوافد أمام مسرح المبدعين الشبان لمشاهدة العرض وإكتشاف المواهب المسرحية الشابة. وكان الحضور جليا حيث امتلأت كلّ مدرجات المسرح بعد الدقائق الأولى من فتح أبواب القاعة واستمرار بعض الحضور في متابعة العرض على جوانب المدرجات.
تحمل المسرحية في طياتها عدّة مواضيع من بينها السياسية والإجتماعية، حيث سلطت الضوء على قضايا لا يزال يعيشها مجتمعنا إلى يومنا هذا، قضايا تعبر عن معاناة المواطن والصراعات التي يواجهها يوميا.
كما تطرح المسرحية عدّة تساؤلات وجودية تجوب خواطر الإنسان في مختلف مراحله العمرية والتي تتمحور حول “كيف نشك في كل شيء وأن لا نتبع القطيع.. كيف نتجنب الإيمان بالمسلمات ونقرأ كثيرا ونسأل، كيف ننقد الأفكار ولا نقدس ايا منها وأن لا نرفض ما يتعارض مع منطقنا وفكرنا”.
أمّا 942 فهو عدد يحمله كلّ شخص في المسرحية ولكن من مرجعيات وتجارب مختلفة، من المرأة التي تعاني في المجتمع، وسجين يعيش تحت نظام غير عادل إلى الشباب الذين انتهكت حرياتهم في التعبير وحقوقهم في العيش الكريم.
على مستوى التقني، كان التناسق واضح بين الموسيقى السيمفونية الكلاسيكية والضوء الهادئ والبارز. هذه المراوحة ساهمت في تشكيل لوحة فنية متكاملة لامست عواطف وأحاسيس الجمهور الذي انغمس في روح المسرحية وكلّ الشخصيات التي كانت لها تدخلات فردية (monologue) على امتداد العرض.
وتخلّل العرض تقنيات مسرحية مختلفة لعلّ أبرزها “هدم الجدار الرابع” إذ شاهدنا تحويل أنظار المسرحيين باتّجاه الحضور، ومخاطبتهم بشكل مباشر، واستجوابهم بأسئلة استنكارية ووجودية.
وقد شمل العرض عدّة أنواع من الفنون الأخرى مثل الرقص، الغناء، والتعابير الجسدية، التي ساهمت في تمتين وإثراء محتوى العرض وجذب انتباه الحضور.
ولم يعوّل المسرحيون على الدراما والنقد لإيصال فكرتهم بل كان هناك مراوحة بين الكوميديا السوداء، السخرية والطرافة أيضا في بعض المشاهد لكسر نمط التراجيديا.
واختتمت المسرحية بمحورها الأساسي وهو “الوصايا العشر لسقراط”، والتي قام المسرحيون بتنديدها بصوت عال لقرابة الثلاثة دقائق تزامن معها تفاعل الحضور وإعجابه بالتصفيق الحار الذي تواصل إلى لحظات توزيع شهائد اختتام الورشات التكوينية من قبل مديرة قطب المسرح و الفنون الركحية بمسرح أوبرا-تونس جميلة الشيحي، والمكلّف بالبرمجة بقطب المسرح الشاذلي العرفاوي، المؤطر عبد القادر بن سعيد، إلى جانب ثلة من أعضاء مسرح أوبرا-تونس.
هديل الهمّامي
المصدر : موزاييك ف م
