ليس ببعيد عن قريّة الاخوات وعلى بعد 8 كلم من معتمدية قعفور من ولاية سليانة، تطلّ عليك جبال من الحجارة المكرّرة، هنا منجم الزنك والرصاص، بعد 16 سنة من إغلاقه لنفاذ مدّخراته وصعوبات ماليّة وتقنيّة للشركة المستغلة حينها، زارت عدسة “موزاييك” منجم الاخوات أو “المينا” كما يطلق عليها أهالي المنطقة.
بقايا حديد هنا وهناك.. آلات تآكلت وخرد معدنيّة ملأت الأرجاء، وما ظلّ صامدا غير جبلين من بقايا التراب والحجر المكرّر فحتّى المنازل هجرها سكانها وظلّت أعمدتها شاهدة على حقبة زمنية من الانتعاشة الاقتصاديّة تروي أوج عطاء منجم الاخوات.
هيكل أحد حراس المنجم، حدّثنا بحرقة عن وضعيّة المنجم الذي مثل في فترة ما شريان الجهة، وعجلته التي تنبض بالحياة، وتشغل حوالي 750 عامل من جميع أرجاء المعتمديّة والولايّة، متجوّلا بين بقايا الخردة مسترجعا ذكريات المنجم متحسّرا تارة ومتذمّرا طورا لما آلت إليه وضعيّة المنجم من ناحية وتدهور الوضعيّة الاجتماعيّة للحراس، من ناحيّة أخرى أمام ضبابية وضعيتهم المهنية، وفق تعبيره، مشيرا إلى أنّ عدد حراس المنجم لا يتجاوز 6 أفراد ولأكثر من 16 سنة منذ إغلاق المنجم يعملون على أمل تسويّة وضعياتهم المهنيّة وتوضيح مسارهم المهني وضمن أيّ آلية يعملون، قائلا إنّه رغم المراسلات والمطالب في إلحاقهم ضمن عملة منجم الجريصة (ولاية الكاف) أو إلحاقهم بإدارة أملاك الدولة إلاّ أنّ جميع محاولاتهم ومطالبهم ظلّت عالقة وإلى حدّ اليوم يتقاضون أجورهم أقلّ من معدّل الأجر الأدنى دون التمتّع بحقوقهم الشغلية، مطالبا السلط المعنيّة بالنظر في وضعياتهم المهنيّة والاجتماعيّة وما يعانيه حراس منجم الاخوات إلى جانب حراس المناجم الأخرى المغلقة على غرار منجم فج الهدوم (بالكريب)، وبو جابر (بالكاف).
نبيهة الصادق
المصدر : موزاييك ف م