Home أخبار كنيس الغريبة… امتداد تاريخي للجالية اليهودية في تونس

كنيس الغريبة… امتداد تاريخي للجالية اليهودية في تونس

0 second read
2
0

يشكل اليهود جزءاً لا يتجزأ من تنوع تونس الثقافي، إذ يعود تاريخ الجالية اليهودية فيها إلى العصور القديمة، ويعتبر كنيس الغريبة أهم وجهة للحج اليهودي في جزيرة جربة التونسية، ويقصدها اليهود من جميع أنحاء العالم كل سنة للمشاركة في الحج ..

إضافة إلى الاحتفالات الروحية والثقافية كالأنشطة التي تهدف إلى تعزيز التواصل والترابط بين أفراد الجالية اليهودية المحلية والعالمية.
تأسس كنيس الغريبة في القرن السادس عشر، وهو يضم بين جدرانه تاريخًا يمتد لأكثر من 2500 عام. لذا يُعتبر أكبر وأقدم معبد يهودي في تاريخ أفريقيا، حيث يأتي إليه اليهود سنوياً لأداء الشعائر الدينية.
يضم الكنيس أقدم نسخة معروفة من التوراة وفقاً لبعض الروايات اليهودية، كما يقدس بعضهم المكان خصوصا بسبب اعتقادهم بوجود حجر من هيكل سليمان، في قبو المعبد منذ نحو 2000 عام.

أسباب بناء الكنيس اليهودي في جربة

أما عن سبب بناء الكنيس في جربة، فاختلفت السيناريوهات حيث يقال إن امرأة يهودية قد جاءت إلى المنطقة وأسسته. يشار إلى المرأة بـ”الغريبة” لأنها لا تنتمي إلى المكان ولا إلى أهله.
وتحج الجالية اليهودية إلى هذا المزار الديني سنوياً من جميع أنحاء العالم في شهر ماي، وتحديدا في اليوم الـ33 من تقويم الفصح اليهودي، حيث تُقام مراسم دينية وطقوس متنوعة تستمر لمدة يومين في ظل إجراءات أمنية مشددة.

الحج كمصدر للدخل السنوي

يشكل الحج إلى كنيس “الغريبة” أحد أهم مصادر الدخل السنوي وتشمل طقوسه الصلاة وقراءة التوراة والتبرك بالمياه المقدسة وتقديم النذور. ويعتقد البعض أن زيارة هذا المكان تحمي المؤمنين من المخاطر وتمنحهم البركة والحظ السعيد.
تتضمن الاحتفالات أيضا مشاركة الطعام والشراب والرقص والغناء، مما يعزز روح التواصل والترابط بين المشاركين.

تراجع عددي ملحوظ

وللجالية اليهودية في تونس تاريخ طويل وعريق يعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية ويمتد لما من حوالي الـ2600 عام، حيث شهدت تونس نمو جالية اليهود بفضل موجات الهجرة المتتالية والتبشير.
تراجع عدد اليهود في تونس من حوالي 105,000 في عام 1948 إلى حوالي 1,400 شخص في عام 2023، أي أقل من 0.1% من إجمالي السكان.
على مر العصور، أثّرت الجالية اليهودية في تونس بشكل كبير على الثقافة والفن والأدب والاقتصاد. وعلى الرغم من تراجع أعداد اليهود فيها خلال السنوات الأخيرة، إلا أن تأثيرهم لا يزال واضحًا ومستمرًا.
تونس كانت ولا تزال موطنا ثانيا للجالية اليهودية في الوطن العربي خلال العصور الوسطى، لذا عرفت بتسامحها الديني وتعايشها مع مختلف الثقافات.

المصدر: مونت كارلو

المصدر : الصريح

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

سليانة: السيطرة على حريق نشب بأرض زراعية بمنطقة الهوام

سليانة: السيطرة على حريق نشب بأرض زراعية بمنطقة الهوام تمكن أعوان الحماية المدنية بولاية س…