قال المعتمد الأوّل المكلّف بتسيير ولاية قابس، صابر البنبلي، اليوم الخميس، إنّ “خطّة العمل المعتمدة في التعامل مع ملف حريق سوق جارة للحناء بقابس ترتكز في مرحلة أولى على تنظيف السوق بما يتيح استكمال الاختبار الدقيق الذي يقوم به فريق مختص من المهندسين المتطوعين من أبناء الجهة، لتتولى بعد ذلك مصالح التراث، وفي ظرف وجيز، إعداد الملف الفني المتعلق بالأشغال المستوجبة بهذه السوق”.
وبيّن البنبلي، خلال ندوة صحفية انعقدت بمقر ولاية قابس حول حريق سوق الحناء، أنّه تمّ فتح حساب جار باسم هذه السوق من قبل اللجنة الجهوية للتضامن الاجتماعي وهو الجهة الوحيدة التي يمكن توجيه التبرعات إليها، معبّرا عن ترحيبه بكلّ المبادرات التي تتم في إطار القانون.
وأشار إلى أنّ الأمر بصرف الأموال المتأتية من التبرعات سيحمل إمضاء أربعة أطراف وهي السلط الجهوية، ومصالح التجهيز والتراث، وممثل عن التجار، وأنّ خطّة العمل المعتمدة تقوم على ثلاثة محاور وهي استئناف التجار لنشاطهم في أقرب الآجال، وعودتهم الى متاجرهم في اسرع وقت ممكن، وتهيئة سوق الحناء بالكامل.
وبيّن أنّ المجلس الجهوي سيخصّص 250 ألف دينار لفائدة مشروع صيانة وترميم سوق جارة الذي سيكون مشروعا متكاملا، مشيرا إلى أنّه تمّ توجيه مراسلات لكلّ السلط المركزية المعنية لدعم هذا المشروع.
من جهته، أكّد المدير الجهوي للحماية المدنية العميد، عادل البوعزيزي، أنّ الحماية المدنية قد تدخلت لإطفاء هذا الحريق في حدود الساعة 11.55 من صبيحة يوم العيد أيّ بعد خمس دقائق من اندلاعه، وبدأت في السيطرة عليه في حدود الساعة الثانية بعد الزوال و03 دقائق لتتمكن من السيطرة عليه بشكل نهائي على الساعة الخامسة مساء.
وبيّن البوعزيزي أنّ الحماية المدنية خصّصت 8 شاحنات لإطفاء هذا الحريق و54 عونا بمن فيهم الأعوان الذين كانوا في عطلة والتحقوا بالعمل بملابس العيد، وفق قوله، ملاحظا أنّ من بين الأهداف التي تمّ الاشتغال عليها في هذا التدخّل هو حماية المساكن المجاورة لسوق الحناء، ومؤسسة بنكية ومحطة وقود قريبتين من موقع الحريق.
“صعوبة عملية الإطفاء”
وأوضح أنّ عدّة عوامل تسبّبت في صعوبة عملية إطفاء الحريق من بينها خاصّة اشتمال المتاجر على منتجات ومواد سريعة الاشتعال، وضعف الضغط في عمود المياه المخصّص لتوزيد شاحنات الإطفاء بالمياه، مثنيا على الجهود التي بذلها التجار والعديد من المواطنين ونشطاء المجتمع المدني في دعم جهود أعوان الحماية المدنية في إطفاء هذا الحريق.
“الحريق طال 30 بالمائة من المتاجر الموجودة..”
من ناحيته، أوضح ممثل المعهد الوطني للتراث، ياسين الاكحل، أنّ الحريق طال 30 بالمائة من المتاجر الموجودة بسوق الحناء، مؤكدا أنّ عملية تنظيف السوق التي تقوم بها حاليا بلدية قابس ستساعد على تقدير المساحات المتضررة بدقة، وعلى إعداد الملف الفني الخاص بالأشغال التي سيتم إنجازها وتكلفتها.
وشدّد على أنّ هذه الأشغال ستحافظ على الطابع الأصلي لهذه السوق وستمكن من تهيئتها بشكل يأخذ بعين الاعتبار الجانب الوقائي حتى لا يشهد في المستقبل حريقا مماثلا، وفق تأكيده.
المصدر : موزاييك ف م
