أصبح موضوع ندرة المياه في كافة أنحاء العالم في السنوات الأخيرة مصدر انشغال تتناوله الدول و المنظمات الأممية و المحلية بالبحث فيه والتنبيه من خطورته المستقبلية لكن الأمر اليوم تجاوز في بلادنا ندرة المياه إلى مدى عدالة توزيعها بين مختلف المناطق و الأخطر مدى جودتها أو الأصح مدى نسبة تلوثها.
وراجت مؤخرا في وسائل الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي تشكيات من مواطنين في مختلف مناطق البلاد تشكو تغير لون و طعم و رائحة المياه التي لم تعد صالحة وفق وصفهم لا للشرب أو الطبخ أو حتى الاستحمام حتى أن بعض المواطنين تندّروا بانقلاب القاعدة العلمية التي تقول انه ليس للماء لون و لا طعم و لا رائحة.
لكن رد وزير الفلاحة في آخر نقطة اعلامية جاء نافيا لكل ما راج رغم وجود منظمات مجتمع مدني زارت ميدانيا عديد المناطق على غرار المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية الذي أكد ان التحاليل أثبتت تصاعد نسبة التلوث من الناحية البكتيريولجية إلى 10% و ارتفاع نسب غياب الكلور الحر المتبقي الي 33 % في تطاوين و 21% في أريانة رغم أن المعدل الوطني لا يتجاوز 5.4%.
واعتبرت المسؤولة عن قسم العدالة البيئية في المنتدى إيناس الأبيض في تصريح لموزاييك اليوم الأربعاء 10 أوت 2022 أن الأشكال لا يتعلق فقط بندرة المياه بل بتلوثها بسبب غياب استراتيجيا واضحة في التعامل مع هذا الملف المهم إذ لم تهتم الحكومة بالماء كاهتمامها بقطاعات أخرى إضافة إلى اهتراء البنية التحتية المائية و التدخل البطيء و غير المدروس لشركة الصوناد.
يذكر أن المقرّر الخاصّ للأمم المتّحدة للحقّ في الماء و الصّرف الصّحّي بيدرو أروخو أغودو أدى زيارات ميدانية لمختلف جهات البلاد خلال جويلية المنقضي والتقى مع مسؤولين في الحكومة و في الديوان الوطني للتطهير و عدد من المؤسسات و المجتمع المحلي و المدني مؤكدا خلال مؤتمر صحفي غياب العدالة المائية بين الجهات، مستغربا غياب الماء الصالح للشراب في المدارس و انقطاعه لفترات طويلة في بعض المناطق كما اعتبر أن شبكات الصرف الصحي و قنوات توزيع المياه في وضع سيء.
و لكي نقوم بعملنا على أكمل وجه اتصلنا بالشركة الوطنية لاستغلال و توزيع المياه و لازلنا ننتظر الردّ.
سيدة الهمامي
المصدر : موزاييك ف م
