في إطار الدورة الثالثة لأيام ” فنون المقاومة و التحرير” احتضنت يوم الأحد 29 ماي 2022 دار الشباب سيدي سالم ببنزرت تظاهرة ثقافية من تنظيم جمعية وفاء للثقافة والفنون…
وذلك بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للفنون ” رسالات ” و تأطير من التنسيقية الجهوية ببنزرت لمناهضة التطبيع. وقد احتوت هذه التظاهرة على فقرتين تمثلا في عرض موسيقي وبث شريط سينمائي، وذلك في جو احتفائي بهذه الدورة الثالثة المشار إليها و ذلك بعد أن تزينت قاعة العرض بالأعلام التونسية و الفلسطينية فضلا عن الحضور الهام من المتتبعين للشأن الفلسطيني و في مقدمتهم ـ كضيفة شرف – أرملة الشهيد محمد الحاج البراهمي، السيدة مباركة عواينية.
عرض موسيقي إيراني
انطلاق هذه التظاهرة كان بعرض موسيقي لفرقة التراث الإيرانية ” أودكي ” حيث تركبت هذه الجوقة من 6 عازفين على آلات مختلفة و قدمت عرضا موسيقيا جميلا سواء بالعزف الفردي على هذه الآلات التي لم يعدها المواطن التونسي عموما أو تحت جماعي شدّ إليه الحضور للألحان الجميلة والعذبة التي أدّاها بالرغم من غياب الكلمات و الغناء عموما، حيث نطقت هذه الآلات عبر أنامل العازفين عليها و كأنّها لم تنطق أبدا و انساب منها أعذب الألحان و الدرر الموسيقية الإيرانية والتّي صفّق لها الحضور كثيرا و تمايل لعذب ألحانها و جمال إيقاعها وعذوبة نغماتها.
شريط سينمائي لبناني
عد الموسيقى و الترويح عن النفس ، تمّ بثّ شريط سينمائي من لبنان بعنوان ” نقطة فداء ” و هو من إخراج حسن عبد الله وبطولة ختام اللحام و ميلاد يوسف و هو عبارة عن شريط درامي توثيقي لحرب تموز 2006 التي دارت رحاها بين حزب الله اللبناني و الكيان الصهيوني، حيث أظهر هذا الشريط نقاط مضيئة رغم الغطرسة الصهيونية في استعمال السلاح و العنف المفرط في لبنان في تلك الحرب و رغم عدم تكافئ بين الجانبين، فإنّ الشريط أكّد ، رغم الدمار المادّي خاصة في الجانب اللبناني نتيجة القصف ، لكن و على كل الصعد كان النّصر لحزب الله – حسب الشريط – مقارنة مع الترسانة العسكرية للكيان الصهيوني. و الشريط امتزجت فيه البطولة بدموع أمهات الأبطال و أيضا معاناة اللبنانيين عموما و المهم و أنّ هذه الجولة من الحرب – دائما حسب الشريط – حقّقت جملة من أهدافها و لعلّ أبرزها تمكن حزب الله من الصمود طيلة 34 يوما فضلا عن تمكنه أسر جنديين اسرائيليين.
وللتذكير فإنّ حرب تموز بحسب التسمية الشائعة في لبنان وحرب لبنان الثانية حسب الصهاينة، هي عمليات القتال المباشرة التي بدأت في 12 تموز 2006 بين قوات من حزب الله اللبناني و قوات اسرائيلية والتي استمرّت 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان خاصة في المناطق الجنوبية و الشرقية و أيضا بالعاصمة بيروت حيث شنّت إسرائيل هجوما بالطيران استهدفت محطات الكهرباء و مطار بيروت وشبكة الجسور والطرق.
كلمة الختام
بقدر ما نشجع على مثل هذه التظاهرات الجادة خاصة على مستوى الصراع العربي و الصهيوني بقدر أيضا ما ندعو، أوّلا، المنظمين لمثل هذه التظاهرات من تشريك أكثر ما يمكن من الشباب الذي لحظنا حضورا محتشما له بهذه المناسبة.
وثانيا مثل هذه التظاهرات التي يتمّ فيها عروس سينمائية وثائقية هامّة لا بدّ من شفعها بنقاش بين الحضور لإبراز قيمة هذا الحدث و إيصال أكثر ما يمكن من المعلومات عن هذه الحرب حتّى يدرك شبابنا أهم هذا الصراع مع الجانب الإسرائيلي و أبعاده.
مواكبة: الأمين الشابي
عدسة حنان الذوادي
المصدر : الصريح
