أمام معهد عائشة بلاغة بنهج مرسيليا بالعاصمة، في ثاني أيام البكالوريا ما إن يخرج أحد التلاميذ من باب المعهد حتى يقترب منه زملائه، هناك من يمد له قارورة ماء، وآخر يضمه وثالث يسأله إن كان الإمتحان جيدا، أمام المُمتحنون فيكتفون بابتسامة أو رد سريع، أو يشعلون سجارة ويدخنونها في صمت.
التلميذة عفران الجميلي شعبة آداب استقبلتنا بابتسامة عريضة رسمتها على شفتيها، قالت إن هذه الابتسامة تُترجم سعادتها لعدم صعوبة مادة التفكير الإسلامي، مُشيرة إلى أن النص كان أسهل من الموضوع إلا أنهما إجمالا جيدين وتناولا محور التوحيد.
وأضافت قائلة “بداية موفقة جدا لبكالوريا دورة 2022، خاصة وأن الفلسفة أيضا ، يوم أمس، في اليوم الأول كانت بدورها في المتناول، عسى أن تنتهي جميع الامتحانات على هذا المنوال دون مفاجآت”.
وبالحديث عن الغش، بينت غفران بأن هناك تلاميذ بذلوا مجهودا كبيرا في المراجعة طلية العام الدراسي وربطوا الليل بالنهار، وسهروا الليالي بينما غيرهم لم يجتهدوا بتانا، وكل تركيزهم منصب فقط على كيفية الغش دون أن يقع التفطن إليهم، وفي الأخير ينجحون ووصفته بـ “سرقة مجهود الغير”.
وتقول سارة الدريدي شعبة اقتصاد وتصرف أن إمتحان الإقتصاد اليوم كان في المتناول، والمحتوى كان متقاربا مع ما درسوه.
وبخصوص ظاهرة الغش إعتبرت أنها ظاهرة غير جيدة وهي مضرة بالنسبة للتلميذ في حد ذاته، مرتكب هذا التجاوز، إذ لا تعكس مستواه الدراسي الحقيقي، كما أن مضارها تمتد إلى مساره المهني في المستقبل.
وبالنسبة للتلميذ اسكندر بن علي بكالوريا اقتصاد وتصرف ، فرأيه أيضا كان متطابقا مع رأي سارة بخصوص أن إمتحان الإقتصاد كان في المتناول وأوضح أنه إجمالا أسئلة إمتحان الإقتصاد كانت جيدة، مُستدركا بأن الأسئلة الأولى نوعا ما صعبة وتتعلق développement
فيما كانت بقية الأسئلة معقولة وغير مفاجئة.
وفي سياق متصل شرح بأن الغش أصبح أمرا عاديا في الامتحانات الوطنية، وتكاد لا تمر أي دورة دون مخالفات رغم إدراك التلاميذ لمدى خطورته ومختلف أبعاده التي تلاحق أسرته.
من جانبه، أفاد محمد أمين بوشامي بكالوريا آداب، أن إمتحان مادة التفكير الاسلامي غير صعب ولا سيء، وورد مثلما كان متوقعا.
وحول الغش، أكد، أنه يجب التفكير جيدا في نتائجه الوخيمة خاصة وأن عقوبته قاسية وتصل إلى الحرمان من إجتياز المناظرة لخمس سنوات كاملة وهي مدة طويلة، قد تعصف للأبد بالمستقبل الدراسي للتلميذ، وبالتالي قد يحرم من العودة إلى مقاعد الدراسة نهائيا.
كما أنه من شأن الغش أن يزيد من حالة التوتر والقلق والخوف التي تصيب التلميذ، الذي بطبعه يعيش ضغطا نفسيا بدرجات متفاوتة بسبب المناظرة ليزيدها الخوف من المراقبة خلال
الإمتحان وإمكانية كشف أمره، وإخراجه من الإمتحان بسبب الغش.
“الإمتحان تلقى ما تخدم فيه” بهذه الكلمات وصف محمد عيد فوغالي، شعبة العلوم التجريبية إمتحان العلوم التجريبية وإعتبر أن النص متوسطا، وكان سيكون جيدا لولا الأسئلة المرتبطة بمحوري Génétique و Neuro التي كانت صعبة قليلا مستدركا بأن بقية الأسئلة كانت مقبولة.
ريبورتاج درصاف اللموشي
المصدر : الصباح نيوز
