قالت المديرة العامة لديوان التونسيين بالخارج ناهد الراجحي إن الديوان يسعى لتغيير سياسته الاتصالية بالتعاون مع شركائه لاستعادة دوره الريادي في تقديم الخدمات لفائدة الجالية التونسية بالخارج، في ضوء نتائج استبيان أنجزه مؤخرا الديوان وأظهرت نتائجه أن أغلب المستجوبين لا يعرفونه مطلقا.
وأكدت الراجحي في حوار لـ(وات) أن الديوان أطلق في 10 ديسمبر 2021 استشارة موجهة للجالية التونسية حول تقييمهم لدور ديوان شملت عينة من 10.500 مقيم بالخارج من كل البلدان، وعبر جل المستجوبين (أغلبهم بين بين 26 و54 سنة) عن عدم معرفتهم بالديوان الهيكل الذي تأسس منذ 1967 لخدمة الجالية بالخارج.
ورغم تشديدها على أن هذه العينة لا تمثل الجالية التونسية المقيمة بالخارج التي تتجاوز مليونا و700 ألف شخص، بحسب سجلات وزارة الشؤون الخارجية، فإنها أقرت بأن مخرجات هذا الاستبيان الذي لم تنشر نتائجه بصفة رسمية بعد، تطرح تحديا كبيرا على الديوان للتعريف بدوره وخدماته في مجال الهجرة.
وأوضحت الراجحي أن الديوان يعمل وفق مقاربة تشاركية مع هياكل عمومية وممثلين عن المجتمع المدني لاستقراء توجهات المستوجبين في الاستشارة وتحليل معطياتها بهدف بناء استراتيجية اتصالية جديدة تعرض لاحقا على المانحين الدوليين لتمويلها في سبيل النهوض بأداء الديوان وتطوير خدماته لفائدة الجالية.
ومن أبرز توجهات الديوان في المرحلة المقبلة، وفق الراجحي، هو ملاءمة استراتيجية وفقا للتغيرات التي تشهدها التركيبة الديمغرافية للجالية بالخارج التي لم تعد بنفس خصائص تركيبة المهاجرين خلال الستينات أو السبيعنات، مشيرة إلى حدوث تغييرات عميقة في احتياجات الجالية بسبب تغيّر ملامحها.
وأوضحت أن مجموع الجالية التونسية بالخارج تناهز مليوني مقيم بالخارج أغلبهم متمركزين في أوروبا، منهم 200 ألف مقيم تونسي بالخارج غير مسجلين في سجلات وزارة الشؤون الخارجية. وقالت إن 40 بالمائة من الجالية تقل أعمارهم عن 30 سنة فيما تمثل نسبة الجيل الأول (أكثر من 65 عاما) 15 بالمائة.
ومن الأسباب التي تدفع الديوان لتغيير استراتيجيته وتطوير خدماته هو تطور عدد الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج حيث كشف مسح وطني نشرها المرصد الوطني للهجرة والمعهد الوطني للإحصاء في ديسمبر 2021 مغادرة 39000 مهندس و3300 طبيب تونس بين 2015 و2020 من أجل العمل في الخارج.
وقالت “هجرة الكفاءات في ارتفاع مطرد وهي فئة جديدة لابد من ايلائها عناية كبيرة رغم أنه لا توجد احصاءات دقيقة حول عددها، ولكن إن قمنا بتجميع المعطيات والتقاطعات قد نجد أن هناك 10 بالمائة من الكفاءات يمثلون جاليتنا بالخارج وهو ما يطرح علينا مسؤولية مزيد الإحاطة بهم وتقديم المساعدة لهم”.
وأكدت الراجحي أن الديوان يتمتع بشبكة من الملحقين الاجتماعيين بنحو 54 ملحقا موزعين على 16 دولة عربية وأوروبا وكندا، إضافة إلى 12 مركزا اجتماعيا وثقافيا موجودين خاصة بأوروبا وكندا، و8 مرشدين اجتماعيين يعاضدون دور الملحق الاجتماعي، و24 مندوبية جهوية تعنى بالأسر المتبقية والتونسيين العائدين.
وحول استعدادات الديوان لإنجاح موسم عودة التونسيين بالخارج، توقعت المديرة العامة لديوان التونسيين بالخارج ناهد الراجحي عودة قوية للجالية بالخارج خلال صيف 2022 بعد تجاوز أزمة كوفيد-19، مؤكدة امتلاء الحجوزات بالنسبة للشركة التونسية للملاحة والشركة التونسية للخطوط الجوية.
وكشفت المسؤولة عن تنظيم 4 أنشطة متنوعة لفائدة الجالية العائدة لتونس هذا الصيف على غرار البرنامج الترفيهي الذي سيطلق عليه اسم “التونسيون العائدون: اللقاء المواطني” من 18 إلى 22 جويلية 2022 لفائدة 25 أسرة من مختلف البلدان سيقع تنظيم إقامتهم في أحد الفنادق الموجودة بالحمامات مبدئيا.
وبالتوازي مع هذا النشاط سينظم ديوان التونسيين بالخارج خلال الفترة المذكورة “أسبوع المبدع المهاجر” في مدينة الثقافة بالعاصمة وهي تظاهرة ستتخللها عروض موسيقية ومسرحية وسينمائية وفنية وندوات فكرية حول موضوع الهجرة والاستثمار، وفق ما أفادت به المديرة العامة لديوان التونسيين بالخارج.
كما يستعد الديوان لتنظيم منتدى الاستثمار الموجه للجالية التونسية بالخارج في ولاية بنزرت يوم 29 جويلية 2022. وقالت ناهد الراجحي إن الهدف من تنظيمه في ولاية بنزرت هو تعريف المستثمرين من الجالية التونسية بالخارج على أبرز الامتيازات المتاحة خاصة في المنطقة الحرة ببنزرت.
مع العلم أن ديوان التونسيين بالخارج كان نظم يومي 30 و31 مارس 2022 منتدى الاستثمار تحت اسم “منتدى مساندة التنمية: نستثمر في تونس” وذلك في معتمدية جرجيس للتعريف بالامتيازات في المطقة الحرة بها.
ولعل من أبرز التظاهرات التي يستعد الديوان لتنظيمها بمناسبة عودة الجالية التونسية إطلاق “منصة: تونسيو العالم” يوم 13 جوان 2022 لتكون بمثابة البوابة الإلكترونية التي سيتحصل من خلالها التونسيون المقيمون بالخارج على جميع الاستفسارات والخدمات التي تتعلق بمشاغلهم وقضاء احتياجات مع مختلف الهياكل العمومية العمومية (صناديق اجتماعية، شركة الكهرباء والغاز، الصوناد، والديوانة، والداخلية، الخ…).
وقد أفادت ناهد الراجحي، في هذا الصدد، أنه سيقع تنظيم صالون بأحد الفنادق بالعاصمة على مدى 3 أيام بداية من 13 جوان 2022 يجمع مختلف الهياكل العمومية (صناديق اجتماعية، شركة الكهرباء والغاز، الديوانة، الداخلية الخ…) لتقديم الاستفسارات والارشادات للجالية العائدة هذا الموسم الصيفي، على أن يقع فتح المنصة ابتداء من 13 جوان 2022 لتكون وسيلة لتقبل كل استفسارات الجالية والإجابة عليها.
وات
المصدر : الصباح نيوز
