كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
تعود هذه الوثيقة إلى صائفة سنة 1968 عندما انعقدت ندوة في المهدية تناولت بالنظر والبحث الشأن الديني في تونس…
شاركت فيها ثلة من المختصين من أهل الذكر من الاساتذة والشيوخ الائمة (وكان الوالد الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله من ابرز المشاركين فيها وقد كان في تلك الفترة في اوج عطائه) التدريس في الكلية الزيتونية والاكاديمية العسكرية وإصداره لمجلة جوهر الاسلام واعداده لحصتين اسبوعيتين للاذاعة: (التفسير وحديث الصباح )وامامته لجامع مقرين والقاؤه لدروس عامة في جوامع العاصمة واحوازها وغير ذلك من الانشطة الدينية المكثفة وقد بارك الله له في وقته وفي صحته…
انعقدت هذه الندوة في مدينة المهدية (وكانت تابعة لولاية سوسة) وكان يتولى ولايتي سوسة ونابل السيد عمر شاشية رحمه الله (وال زيتوني) وتولى اختتام اشغال الندوة الاستاذ الشاذلي القليبي رحمه الله عضو الديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري و (كاتب الدولة) للثقافة بحضور الاطارات الحزبية والادارية في الولايتين(‘ سوسة ونابل) ومن العاصمة وبقية جهات الجمهورية.
*وانعقاد هذه الندوة الهامة ( في 17جويلية1968)وباشراف رسمي رفيع يدل بما لايدع مجالا للشك ان الشان الديني والنهوض به كان محل اهتمام الوطنيين الخلص من الدستوريين الاحرار ولم يكن آت من خارج الحدود.
*جزى الله خيرا اولئك الرجال البررة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
جاء في توصيات هذه الندوة ما يلي:
اعادة النظر في اطار الائمة الخطباء وتعويض العاجزين منهم بمن تتوفر فيهم الكفاءة حتى يتمكنوا من القيام برسالتهم على الوجه المطلوب خاصة في جلب الشباب وإذكاء الوازع الديني حتى يقع تفادي القطيعة بين الاجيال وتطبيق ما جاء بمنشور كتابة الدولة للتربية القومية القاضي بحث وجلب التلامبذ الى المساجد خاصة يوم الجمعة.تمديد الوقت في الاذاعة والتلفزة المعين عند ظهر كل جمعة والمخصص للتلاوة ونقل الصلاة والتفسير (وكان الشيخ الحبيب رحمه الله هو من يعد هذه الحصة للاذاعة والتي تواصلت لـ10 سنوات) وتبسيط لغة الابلاغ وتوفير النقل المباشر حتى تعطى لصلاة الجمعة صورة حقيقية فيكون التاثير اقوى واشمل.عرض اذاعي وتلفزي لحديث ولوحات تمثيلية وقصص وعبر مستمدة من حياة الرسول ( صلى الله عليه وسلم) والصحابة ( رضي الله عنهم).المزيد من التحري فيما يقدم من البرامج الاذاعية والمتلفزة بتحاشي بعض المواقف المخلة بالاداب.اعطاء حظ للتربية الدينية عند اعداد البرامج الخاصة بالاطفال والشباب.التربية الدينية من خلال برامج التعليم في رياض الاطفال والمدارس الابتدائية والثانوية والتعليم العالي.
-الحرص على تطبيق التوجيهات الصادرة عن كتابة الدولة للتربية القومية في خصوص تدريب التلاميذ على الصلاة وايجاد الوقت المناسب للمربي والتلميذ لاداء صلاة الجمعة.احداث شعبة دينية في التعليم الثانوي تؤهل للالتحاق بكلية الشريعة واصول الدين.مطالبة تلاميذ شعبة الترشيح بحفظ اربعة احزاب من القران الكريم فما فوق مع القدرة على تفسيرها وادراج هذه المادة ضمن المواد الشفوية لشهادة ختم الدروس الترشيحية.الرفع من ضارب المادة الدينية في التعليم الثانوي وجعلها مادة اساسية في جميع الامتحانات.مراعاة اللباس من طرف المربيات والتلميذات.التعليم العالي اضافة شهادة في الادب والحضارة الاسلامية لخريجي الجامعة في مختلف كلياتها حتى لاتكون هناك قطيعة بين الطلبة والواقع القومي العام.توجيه الشباب توجيها قائما على الروح الاخلاقية السامية المنبعثة من مثله الاسلامية العليا.رعاية لحرمة المساجد والشعور الديني توصي الندوة بابعاد الحانات والمقاهي والملاهي عن المساجد والمدارس.مراعاة احتشام اللباس ولياقته بالنسبة الى سائر المواطنين والزام السياح الذين يرغبون في زيارة المساجد للاطلاع على نفائس الفن المعماري الاسلامي بمراعاة شعور المسلمين في لباسهم.توصي الندوة باعطاء حظ لتحفيظ القران الكريم الذي هو مجمع الشرائع ودستور الاخلاق ضمن برامج التربية الاجتماعية وذلكباعداد اطار من الملقنين والمصلين يجمعون بين صحة الحفظ وسلامة الفهم والنطق بعد اجراء تربصات حسب المخطط الذي اعدته الجمعية القومية للمحافظة على القران الكريم وبتزكية منها.يتولى الناجحون في التربص الانتصاب للاملاء في مراكز التربية الاجتماعية والمساجد والجوامع ورياض الاطفال ومراكز البنت الريفية والخدمة المدنية وكل جهة تطلب ملقنا من هذا النوع..
-توصي الندوة باعداد المكتب القراني وجعله في حالة حسنة صحيا وبيداغوجيا تتمة لبرامج التعليم الابتدائي واستثمارا لاوقات الفراغ بالنسبة الى التلاميذ.
المهدية17 جويلية1968
*الوثيقة هامة تضاف الى ما سبق نشره وما سياتي لتكون بين ايدي الدارسين والمتابعين للشان الديني في تونس منذ الاستقلال والى وقتنا الحاضر
المصدر : الصريح
