كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
اتذكر سنوات مضت من حياتي، اسال الله حسن الخاتمة في اخر ستينات القرن الماضي كنت فيها شابا صغيرا وكان شهر رمضان في فصل الشتاء البارد…
كنت ارافق الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله لأداء صلاة التراويح وحضور درسه الإرشادي التعليمي المتميز والاستمتاع بما يستمتع به رواد جامع مقرين من ضيوف منهم الشيوخ القراء المصريون الذين ترسل بهم الشقيقة مصر لاحياء ليالي رمضان الى البلدان العربية والإسلامية والبلدان التي توجد فيها جاليات مسلمة.
سنّة حميدة
كان لتونس نصيبها من هؤلاء المبعوثين وكان لجامع مقرين نصيبه منهم فكانت ليالي في جامع مقرين لا تنسى سكينة وطمانينة وخشوعا واخلاصا وتلقائية.
كان الوالد ومن معه من رجالات مقرين البررة عليهم وعليه الرحمة والرضوان يكرمون هؤلاء الضيوف غاية الاكرام وكان افطارهم وسحورهم في منزل الشيخ الوالد الذي ظل والحمد لله على تلك السنة الحميدة..
الاملاءات القرآنية
كان جامع مقرين مقصدا بالخصوص بالنسبة لسكان الاحواز الجنوبية للعاصمة، تُقام فيه الاملاءات القرآنية والدروس الدينية والاحتفالات بالمواسم الدينية وتدعى فرق الانشاد الديني لتصدح في رحابه باروع الفصاىد في المديح المحمدي وسرد قصة المولد النبوي الشريف . ايام خير وبركة لا تمحى من الذاكرة…
ايام صفاء ونقاء نذكرها ونتذّكرها ونترّحم على من كنّا معهم وبينهم ممن غادرونا الى دار البقاء ونسأل الله أن يجمعنا بهم في مقعد عند مليك مقتدر اللهم امين
يا رب العالمين..
المصدر : الصريح
