عمّ سكون يشبه اللّيل، في نهار عرقوب ميمون، ساعات، بعد إلقاء القبض على مشعوذ حجزت لديه 200 صورة، لفنانين وأمنيين ورؤساء جمعيّات رياضيّة، وغيرهم، إضافة إلى أدوات شعوذة كثيرة. بعد أن كان منزله يعجّ بالحرفاء القادمين من جهات عديدة، مسلّحين بصور من يريدون استمالاتهم، مقابل “حصص” شعوذة، لدى الدّجالين، بمبلغ قد يناهز الـ 100 دينار، للزّيارة الواحدة، وفق ما كشفته مصادر مطّلعة لموزاييك.
آلاف الصّور وريش عصافير وعيْن قطّ وغيرها من أدوات الدّجل
داخل حيّ شعبيّ، وخلف باب حديديّ قاتم اللّون، يرتسم عالم خاصّ، بزوّار يعدّون بالمئات، وبمواد عجيبة مختلفة.
ريش عصافير، حيوانات نافقة، عيْن قطّ.. وغيرها من المحجوزات، وأهمّها آلاف الصّور الفوتوغرافيّة، الّتي تجري عليها الوحدات الأمنية الأبحاث اللازمة، تمّ حجزها في السّاعات القليلة المنقضية في 4 منازل، لخمسة مشعوذين يدّعون قيامهم بمهامّ السّحر الأسود.
5 مشعوذين بين محتفظ بهم ومودعين بالسّجن من أجل جرائم مختلفة
وفي السياق ذاته، يقول الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين ومساعد وكيل الجمهوريّة رياض النويوي، في تصريح لموزاييك اليوم الأربعاء 12 أكتوبر 2022، إنّ النيابة العمومية قد أذنت بإيداع مشعوذين اثنين بالسجن، منهما سيّدة مغربية الجنسية، من أجل شبهات التحيّل والشّعوذة والسّحر، والطب دون رخصة، والزواج على خلاف الصيغ القانونية، ومسك واستعمال مدلّس.
وللإشارة فإنّ النيابة العمومية أذنت لفرقة الشرطة العدليّة بالاحتفاظ بثلاثة مشتبه بهم آخرين من أجل الشعوذة، بعد أن حُجزت لدى أحدهم صور كثيرة، في انتظار استكمال الأبحاث.
ويؤكّد القاضي النويوي أنّ شكوى تقدّمت في حقّ مشتبه بهم، قدّمها أحد العارضين، من خارج ولاية القصرين، لشبهات التحيّل، تلاحق عدد من المشتبه بهم بالشّعوذة.
حجز صور إعلاميين وأمنيين وفنانين
بدورها، تؤكّد مصادر أمنية لموزاييك، أنّ أحد المشتبه بهم عثرت لديه على حقيبة من الصّور الفوتوغرافية لمواطنين من مختلف المجالات منهم إعلاميين وأمنيين وفنانين وغيرهم.
عمّ الهدوء في أحياء كان يُغرقها المشعوذين في الدّجل والخرافة، بعد أن أصبحوا وجهة للمتواكلين من ضعاف الحجّة والوجاهة. وبحجز ما ظهر من أدوات دجل، بأنّ جليّا أنّ ظواهر التواكل قد تنخر بأساليب عديدة أعمدة المجتمع، وما الشّعوذة إلاّ إحدى تمظهراتها المتستّرة بجناح الجهل والظّلام..
برهان اليحياوي
المصدر : موزاييك ف م
