مع حلول عطلة الصيف وحين تغلق المدارس والمعاهد ابوابها ليستقبل التلاميذ ايام العطلة بشغف ولهفة، وبينما يخلد البعض للراحة والتفرغ لرحلات والترويح عن النفس تنطلق رحلة اخرين في الاستعداد للعمل الصيفي وكسب بعض الدنانير استعدادا للعودة المدرسية القادمة.
سوسن ونادية وكوثر وهديل وغيرهن من اتراب صفهن من السنة التاسعة والثامنة اعدادي ومع موعد العطلة لا جديد يذكر غير عجين الطين وتمليس الكانون لقضاء العطلة وكسب بعض الدنانير .
حوالي 40 كلم انطلاقا من مدينة قعفور شرق مدينة سليانة تقع منطقة البرامة، في قرية لا يتجاوز عدد سكانها 600 متساكن تقطن سوسن التي لم تتجاوز عقدها الثاني بعد، استقبلتنا بمحل والدتها لصنع الفخار.
وقالت انها البنت البكر لوالديها تدرس بالسنة الثامنة اعدادي باحدى معاهد الجهة وككل عطلة تمتهن صناعة الفخار لجمع بعض النقود لسد مصاريفها انطلاقا من معاليم خلاص المبيت بالمعهد إلى مستلزمات دراستها.
سوسن لم تخير في صناعة الفخار بل وجدت نفسها مجبرة سعيا منها لمساعدة عائلتها خاصة وان والدتها تعاني من مرض مزمن، و رغم أنها تعتبر صناعة الفخار فن وابداع الا ان صعوبة الحصول على المواد الاولية والترويج للمنتوج جعلها لا تفكر في الاستمرار فيه او حتى الابتكار، فجل منتوجاتها تتمحور في الكانون الذي لايتجاوز سعره 600 مليم .
وبحب لما تبدعه اناملها، حدثتنا سوسن عن مراحل صناعة الكانون من مرحلة عجن الطين بالطافون والماء إلى الصباغة ثم التجفيف لتنتهى بمرحلة الوضع في النار ليأخذ اللون الاحمر الداكن لتزيده السنة اللهب صلابة وقوة .
سوسن هي واحدة من فتيات البرامة اللواتي يمتهن صناعة الفخار صيفا ورغم المعوقات الجمة، تطمح كمثل نسوة المنطقة وعددهم في حدود 120 حرفية إلى مزيد التعريف بطين البرامة وايلاء المنطقة لفتة تنموية على غرار مناطق اخرى ذاع صيتها وسط الاسواق المحلية والعالمية .
*نبيهة الصادق
فيديو على الرابط التالي
المصدر : موزاييك ف م
