تعدّ ولاية سليانة أكثر من 1800 موقع أثريّ شاهدا على تعاقب الحضارات والثقافات كما تحتضن 300 معلما اسلاميّا في شكل أضرحة ومقامات وزوايا وفق معطيات المصالح الثقافية بالجهة، غير أنّ هذا الإرث مازال يعاني التهميش والاندثار جرّاء الانتهاكات المتتالية دون تدخل جذري لحفظ هذا الرصيد الأثري، رغم الجهود المبذولة في الدفع نحو بعث مشروع متحف جهوي منذ ما يزيد عن 14 سنة.
وأكّد عبد الحميد السعيدي رئيس مصلحة البنايات والتجهيز بالمندوبية الجهوية للثقافة بسليانة أنّ مشروع إحداث متحف بالجهة هو مشروع ينتظر الانجاز منذ سنوات، فقد كان مشروعا رئاسيّا منذ سنة 2009، ثم تم تحيين كلفته خلال جلسة المجلس الوزاري الجهوي سنة 2015 والذي أقر الترفيع في ميزانيته الى حدود 7.5 مليون دينار.
كما أشار إلى أن دائرة التنمية المتحفية انتهت من إعداد الملف المرجعي الخاص باحداث متحف جهوي بسليانة وتحديد الضوابط المرجعية العلمية والهندسية الضرورية لفتح المناظرة الوطنية للهندسة المعمارية.
من جهته افاد شكري الطويهري المشرف على التراث بولاية سليانة والمشرف العلمي على إعداد ملف المجموعة المتحفية بولاية سليانة (المتحف الجهوي بولاية سليانة) ان مساحة المشروع حوالي 4 الاف متر مربع، ونظرا لضعف الميزانيات وقع التفكير في انجاز الجزء الأول من المشروع التي تتطابق مع الاعتمادات المقترحة .
كما اشار الطويهري إلى انه تم اتمام الدراسات التحتية مؤخرا في انتظار الإعلان عن مناظرة للهندسة المعمارية في القريب العاجل، مؤكدا أن الأشغال ستنطلق على الأرجح نهاية السنة الحالية او بداية السنة المقبلة على أقصى تقدير في انتظار الإعلان عن المناظرة وصدور نتائجها.
وأضاف أن بعث متحف جهوي بولاية سليانة سيمثل مشروعا هاما حجما وشكلا وتكلفة وستكون له أبعاد ثقافية واقتصادية بالجهة.
ويشمل المتحف عدة أقسام تثمن الرصيد المادي واللامادي بالجهة انطلاقا من حضارة فجر التاريخ إلى الحضارة الإسلامية.
*نبيهة الصادق
المصدر : موزاييك ف م
