Home أخبار سليانة: البرامة ..بين ظلم التاريخ وقسوة الجغرافيا (فيديو)

سليانة: البرامة ..بين ظلم التاريخ وقسوة الجغرافيا (فيديو)

0 second read
2
0

لطالما ارتبط اسم منطقة البرامة من معتمدية قعفور التابعة لولاية سليانة بالإعلان عن انطلاق صندوق 26/26 الذي رافق زيارة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي سنة 1994 للمنطقة.

وحظيت المنطقة انذاك بلفتة نوعية من التنمية من خلال ربطها بشبكة الماء الصالح للشرب والكهرباء وتعبيد الطرقات وبناء مجمع لفائدات حرفيات المنطقة إضافة إلى تشييد مستوصف محلي ونادي شباب وغيرهم من البرامج التي مثلت نقلة نوعية في حياة سكان المنطقة .

عطش ونوادي مغلقة..

وبعد مرور 28 سنة من الزيارة الشهيرة و12 سنة مرت على اندلاع الثورة التونسية، زارت عدسة موزاييك منطقة البرامة.. وهكذا كانت الصورة.. حوالي 600 عائلة تعيش العطش.. حنفيات معطلة ومهملة.. طرقات جرفتها المياه.. نوادي مغلقة.. والمجمع النسائي موصدة أبوابه.

في المنطقة، لم يتبق على حاله سوى فخار البرامة بالجودة ذاتها.. هنا تمتهن جل العائلات فن الفخار التقليدي، لكن أغلب الأهالي يعانون الفقر، وفق ما أكده الشيخ السبعيني محمد الطاهر الذي قال إنه ”رغم شهرة البرامة بالفخار لكن لم نستفد شيئا فجميع الاهالي يعانون الفقر وقلة ذات اليد ..’

صعوبات في جلب المواد الأولية..

محبوبة وفاطمة من اللواتي يمتهن فن الفخار لم تتجاوزا عقدهما الخامس استقبلتا موزاييك بمحلهن المشترك وبكل عفوية تحدثتا عن واقعهما ..

وبينما تغوص أصابع محبوبة في الطين لعجنه تقول إنها تستيقظ في حدود الساعة الرابعة فجرا لتقوم بأعمالها المنزلية ثم تتوجه نحو محلها أين يبدأ يومها في صناعة الكانون بعد أن جلب لها زوجها الطين والطافون من الجبل المجاور والماء من الأودية والعيون منذ ساعات الفجر الأولى .

محبوبة تحدثت عن صعوبات جلب المواد الأولية وغياب الدعم من السلط، فرغم الوعود المتكررة فالحال لم يتغير ولا جديد يذكر بل عادت البرامة لنقطة الصفر، وفق تعبيرها.

سعر الكانون لا يتجاوز دينار..

ويقول زوج محبوبة في حديثه إن سعر الكانون لا يتجاوز الدينار وهذا لا يغطي حجم تعب النسوة وحجم مصاريفهن، زد على ذالك صعوبة الحصول على المواد الأولية في علاقة بإدارة الغابات إلى جانب صعوبة الترويج، مضيفا ‘فخار نساء البرامة ورغم جودته.. ظل مهمشا ويقتصر بيعه بالأسواق الأسبوعية  للمدن المجاورة ..’

فرغم ظلم التاريخ وقسوة الجغرافيا لازال أهالي البرامة يطمحون لتغير واقعهم وتثمين موروثهم والتعريف بطين البرامة ليكسب علامته الخاصة ويعزز قيمته الحضارية والتاريخية كموروث مادي خاص بالمنطقة.

*نبيهة الصادق 
 

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

عاجل- فيديو : حريق في عمارة قرب محطة النقل بقليبية

عاجل- فيديو : حريق في عمارة قرب محطة النقل بقليبية نشب اليوم حريق في عمارة المسلماني قرب م…