لما كتبنا منذ سنوات على أعمدة ‘الصريح’ أن مستوى لعبة الكرة الطائرة في تراجع وخاصة على مستوى الاندية بعد انتهاج كل من الترجي الرياضي التونسي و النادي النسائي بقرطاج سياسة شراء اللاعبين الماهرين و اللاعبات الماهرات وتكديسهم في فرقهم مما أفرغ بقية الفرق من لاعبيهم الممتازين…
وقد خرج بعض ‘النبارة’ في جبن وتزلف معهود لأسيادهم لمهاجمتنا لأننا ضربناهم في الصميم وتشدق البعض الاخر بعلكة عصر الاحتراف ومن يملك المال يملك الميدان، صحيح أن المال قوام الاعمال لكن هذه المقولة سلاح ذو حدين وخاصة إذا لم تتوصل الى التحكم في تصريف هذه الأموال و في الرصيد البشري المكدس…
والجميع شاهد المستوى الهزيل للبطولة التونسية للكرة الطائرة رجال وسيدات حيث تسيّد الترجي وحاز على كل الالقاب وكذلك فعل النادي النسائي بقرطاج، لكن انكشف المستور في اول امتحان حقيقي في البطولة الافريقية للأندية البطلة للرجال والسيدات على حد السواء حيث انهار الترجي الرياضي التونسي في الدور النهائي أمام الأهلي المصري واكمل اللقاء مستسلما للاهلي المصري رغم ترسانة اللاعبين الممتازين التي عجز المدرب الاجنبي على ادارتها اثناء ردهات اللقاء…
كذلك فعل النادي النسائي بقرطاج أمام الأهلي المصري فكان شبحا لما شاهدناه في البطولة التونسية يصول ويجول أمام الفرق الاخرى التي تعاني من قلة الموارد المالية وهي المنكبة على تربية وصقل المواهب وهي عملية ليست سهلة بالمرة لتكوين اللاعبين منذ الصغر إلى حين تفجير مواهيهم التي تتطلب جهودا كبيرة واموالا طائلة لا ينتفع بهم الفريق البيولوجي رياضيا الا لبضع السنوات قبل اختطافه من الفرق اللاهثة وراء كل لاعب أو لاعبة اشع بريقه أو بريقها …
وهذا راجع إلى قوانين ولوائح الجامعة التونسية للكرة الطائرة البالية التي يجب مراجعتها فورا ، لكن لا نرمي اللوم على الجامعة فقط بل على النوادي كذلك التي تتحمل جزءا كبيرا من من المسؤولية بتزكيتها العمياء للوائح و القوانين في جلساتهم العامة، ومن هنا وجب على المجلس الفدرالي تقديم اقتراحات تقوّم الاعوجاج والنواقص التي أضرت بالنوادي الفقيرة ماليا والغنية بالاعبين الماهرين ومعاملة الجميع بمسطرة واحدة حتى يتقنن الاحتراف جيدا على اسس صحيحة وسليمة لكي نقطع مع المهازل التي عشناها في البطولة الافريقية للأندية البطلة الاخيرة.
عزوز عبد الهادي
المصدر : الصريح
