كشف الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر في برنامج “ميدي شو” اليوم الاثنين 5 سبتمبر 2022 أنّ السواحل التونسية أصبحت رمزا للموت في البحر الأبيض المتوسط والسلطات التونسية طبّعت مع الموت ”حتى أنها لم تكلّف نفسها عناء إنقاذ الأرواح الغارقة فما بالك بمنعها من ركوب الأمواج”.
وأكّد أن السواحل التونسية أصبحت أكثر خطورة من السواحل الليبية، قائلا ” منذ 25 جويلية 2021 إلى غاية 2 سبتمبر الجاري أكثر من 22 ألف شخص شاركوا في عمليات هجرة سريّة من بينهن 4 آلاف طفل.. أرقام مفزعة سجلناها لهذا يجب وضع خطة إنقاذ عاجلة بما أننا عجزنا عن منعهم من الهجرة”.
وأشار بن عمر إلى أنّ الإحباط وانعدام الثقة في المستقبل دفعا التونسيين إلى “الحرقة” إضافة إلى غياب الاستقرار السياسي الذي أصبح بدوره أحد الأسباب الدافعة إلى مغادرة البلاد بهذه الطريقة.
وأوضح ضيف “ميدي شو” أنه لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة لكن يجب على الأقل وضع أسس للمعالجة بعيدا عن الشعارات الذي تحولت إلى صمت رسمي.
وحمّل الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رئاسة الجمهورية المسؤولية في ظل غياب أي رؤية للحد من الهجرة غير الشرعية وإنقاذ الأرواح وإعادة الأمل، مضيفا “رئيس الجمهورية هو المسؤول الوحيد باعتبار أن كل الصلاحيات بيده واليوم نحن أمام ظاهرة اجتماعية واضحة في المقابل عزلت الدولة عزلت نفسها عن هذا الملفّ”.
وتابع “رئيس الدولة تحول إلى محتج عوض إيجاد حلول بعيدة عن المقاربة الأمنية التي ثبت فشلها منذ سنوات كأن يركز على العمل الدبلوماسي مع الشركاء الأوروبيين لان تونس في أزمة حاليا وعليه أن يوقف عمليات الترحيل القسري للمهاجرين التونسيين لأن عودتهم تعني مضاعفة الأزمة الاجتماعية مما يهدد بالانفجار”.
كما دعا بن عمر إلى ضرورة تفعيل اتفاقيات مع فرنسا وايطاليا بعضها بقي حبرا على ورق حول استقطاب العمالة الموسمية التي ستوفّر حوالي 5 آلاف فرصة عمل سنويا وهو ما سيساهم في امتصاص الغضب وإنقاذ الأرواح.
شخصيات معروفة وراء “الحرقة” إلى صربيا والدولة تغطّ في النوم
كما تطرّق رمضان بن عمر إلى ظاهرة “الحرقة عبر صربيا”، مؤكّدا أنّ وراء هذه العملية تقف شخصيات أصبحت معروفة ولها شعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في غياب أيّ تدخل من الدولة وتجاهل تام لهذه الظاهرة.
وقال “الأرقام التقريبية تؤكّد أن 5600 تونسيا هاجروا عبر هذا الخط لكن الأكيد أن العدد أكبر بكثير” مضيفا “هناك شبكات متعددة الجنسيات تنظم رحلات جويّة تنطلق من تونس إلى تركيا ومنها إلى صربيا مع توفير كل الضمانات ويمكن دفع المبلغ المالي المتفق عليه في أي بلد أجنبي.. أبناؤنا يسافرون إلى تركيا بجواز سفر تونسي يتركونه هناك مع الاتفاق على استرجاعه فيما بعد لكن أمام العدد الكبير من المجتازين تتكدس هذه الجوازات لتصبح وسيلة للابتزاز لهذا وزارة الخارجية مطالبة بالتحرك لاسترجاع هذه الجوازات حتى لا يتم استغلالها لمآرب أخرى”.
المصدر : موزاييك ف م
