Home أخبار بفتح المعابر الحدودية البريّة..عودة الحياة لمهن كثيرة في تونس والجزائر

بفتح المعابر الحدودية البريّة..عودة الحياة لمهن كثيرة في تونس والجزائر

0 second read
2
0

يعود مراد فاتحي، جزائريّ، 50 سنة، إلى عمله، بإعادة فتح المعبر الحدوديّ بحيدرة من ولاية القصرين، بعد توقّفه عن نقل المسافرين من ولاية تبسّة الجزائرية إلى ولاية القصرين التونسيّة، أو العكس، منذ أكثر من سنتين.

وبعد أيّام من إعلان مشترك بين الدولتين، باستئناف عمل المعابر البريّة التّسع بين تونس والجزائر، وساعات قليلة إثر عودة الحركية والحياة لمعبر حيدرة، يصل مراد المعبر الذي لا يبتعد أكثر من 50 كم عن مسقط رأسه، تبسّة الجزائرية. يمرّ بالوحدات الأمنية والديوانية الجزائرية، ثمّ بنظيرتيها التونسيّة، لطباعة جواز سفره، ولتأمين عربته، من أجل ولوج التراب التونسي، بسيارة التاكسي التي يعمل عليها.

يقول فاتحي إنه كان يقوم بهذه الرحلة بصفة يومية، قبل غلق المعابر البرية بين البلدين، واليوم هو سعيد، ككلّ سكان هذه المناطق، برحلته الحدودية الجديدة لنقل الزوار من الجنسيتين نحو البلدين.

مراد هو واحد من آلاف المواطنين من البلدين الذين عادت الحياة لمهنهم، بإعادة فتح المعابر الحدودية التونسية-الجزائرية، بعد ركود شمل هذه الأعمال المرتبطة بحوالي ال1000 كم، من الحدود المشتركة بين تونس والجزائر. 

وفي النقطة الفاصلة بين البلدين، يقول هشام قرافي، شاب تونسيّ، إنّه انتظر عودة العمل بمعبر حيدرة، منذ سنتين، لتدارك ما لاحق تجارته من ركود، في الأشهر الماضية.

القرافي هو شاب تونسيّ بعث مشروعاً يتمثّل في مشرب، داخل المعبر الحدودي، وأحالته كورونا على البطالة القسرية، بسبب تعطّل المعبر، وهو يحاول تدارك ما فاته بتوافد كل مارّ على معبر استقبل زوّاره من الطرفين، واحتفى بهم على طريقته.

فقد اجتمع واليا المحافظتين التونسية والجزائرية، القصرين وتبسة، في النقطة الفاصلة بين البلدين، ليعبّرا عن مصير  مشترك جمع البلدين، منذ عقود، وعن  آفاق واعدة قد تتحقق، في ماهو قادم.

وغير بعيد عن نقطة لقاء المسؤولين الرسمين في البلدين، تواصل صفاء حمداني عملها في مكتب بريد التونسي، الخاصّ بصرف العملة للمواطنين التونسيين والجزائرين، في معبر حيدرة.

وتشير صفاء إلى أهميّة عودة العمل في المعبر، بعد شلل ضربه لمدة تفوق السنتين. وتُعدّد إيجابيات هذه الحركية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والوجداني الذي جمع الشعبين، منذ عشرات السنوات.

مهن عديدة انتعشت، في الضفتين التونسية والجزائرية، بعودة الحركة للمعابر البرية الحدودية، عقب طول غلق… أعمال رجعت للحياة مجدّداً، بتدفّق زوّار  الجزائر وتونس عبرها، بعد موت سريري لاحقها.

فلطالما كان هذا المجال شرياناً حيويّاً لجهات حدوديّة ارتبط اقتصادها وحتّى عاداتها بالمعابر البرية، وبما يحيط بها من حركيّة، ومعبر حيدرة الذي يتوقّه تاريخ قرطاج وروما وبيزنطا القديم من كلّ مكان، يؤكّد أن ما يجمع البلدين لا يقتصر على ماهو سياحي فحسب، بل يمضي إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير…

برهان اليحياوي

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

في لقائه بخبراء من البنك الدولي: وزير الصحة يؤكد على أهمية التعاون المشترك لتحسين الخدمات

في لقائه بخبراء من البنك الدولي: وزير الصحة يؤكد على أهمية التعاون المشترك لتحسين الخدمات …