Home أخبار بعد 37 سنة عمل، أستاذ متقاعد يطالب الدولة بحقه في الحياة وتوفير الدواء

بعد 37 سنة عمل، أستاذ متقاعد يطالب الدولة بحقه في الحياة وتوفير الدواء

0 second read
2
0

بعد 37 سنة عمل، أستاذ متقاعد يطالب الدولة بحقه في الحياة وتوفير الدواء

كتب الأستاذ المتقاعد فوزي الهذباوي، نصا تحدث فيه عن تجربته مع المرض ومع الدولة، التي لم توفر له الدواء. هذا الإحساس بالخذلان، كتبه أساتذنا بطريقته الخاصة :

الدولة التونسية تقتل مواطنيها عمدا بعدم توفير أدوية حياتية:

بادر زملائي و زميلاتي المنتمين إلى فضاء التدريس الفلسفي بإنجاز حفل تكريم لأساتذة الفلسفة المتقاعدين في السنوات الأخيرة و أنا واحد منهم. و إذ أشكرهم جميعا على اللياقة الفكرية و حسن المعاشرة و أنوّه بما ورد في كلمة العديد منهم من حسن العبارة و نبل الإحساس و حس الصداقة كما أشكرهم على الموقف و اللفتة.
فإنني أسمح لنفسي نظرا لخصوصية وضعي الصحي بعدما تعرضت لمحنة صحية من جراء إصابتي بمرض سرطاني، أن ألفت انتباه الجميع أن الدولة التونسية اليوم قررت بإرادة و بقرار سياسي خفي و بسابق نية و إضمار التضحية موتا متعمّدا و بطيئا و على قارعة الطريق لكل من يصاب بمرض من هذا الصنف أو ما يجانسه.
فالصيدلية المركزية توقفت عن جلب و توفير أي دواء مرتفع التكلفة و إن كان مصيريا و حاسما لا للشفاء فحسب و إنما لاستمرار الحياة . مرت سنوات على وضع إفلاس الدولة و تراكم الفشل النقابي في التعاطي مع ملف الصحة للمنخرطين بصندوق التأمين على المرض ( كنام )) إلى درجة أنني ــ و لست لوحدي ـ بل آلاف من المنخرطين معنيين ــ لم أتحصل لا على دوائي منذ ثلاثة أشهر و لا على ما يسمح لي باسترجاع مصاريف توفيره بنفسي بحيث أصبحت أفكر في الهجرة الصحية لإنقاذ حياتي، أنا الذي أمنت انخراطي بهذا الصندوق طيلة 37 سنة عمل دون أن أتلقى أي تعويض يذكر طيلة مسيرتي المهنية نظرا لسلامة صحتي.
إن الدولة التونسية تمارس »جريمة دولة « صريحة و مكشوفة ضد أوسع فئة من شعبها بالامتناع عمدا عن توفير أدوية مصيرية و حاسمة لا للشفاء فحسب و إنما لاستمرار الحياة . لقد وجهت هذه التهمة للدولة التونسية العديد من المرات ــ و اعيد اليوم ــ و أطالب النيابة العمومية المتخاذلة ــ مرة أخرى لأنني طالبتها سابقا و لم تفعل ــ بأن تفتح تحقيقا و تحملني مسؤولية كاملة إن كنت متحاملا أو تحمل الدولة التونسية كل تبعات جرائمها ضد الشعب التونسي بحرمانه من حقه في الصحة و الحياة .
فهل هناك حق يعلو على هذا الحق، و كرامة تسبق كرامة التمتّع بالصحة و جريمة دولة أبشع من هذه الجريمة ؟
زميلاتي زملائي في الفلسفة و كل أصدقائي على شبكة التواصل الاجتماعي أطلب المساندة لي و لأنفسكم لأنني أنوي القيام برفع قضية ضد الدولة التونسية لارتكابها جريمة مقصودة و متعمدة ضد مواطنيها .
فوزي الهذباوي
أستاذ فلسفة متقاعد 

في نفس السياق
آخر الأخبار

المصدر : تونيسكوب

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

نبيل عمّار يُلقي كلمة رئيس الجمهورية في مؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي

نبيل عمّار يُلقي كلمة رئيس الجمهورية في مؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي بتكليف من رئيس…