Home أخبار بعد باشاغا.. الدبيبة يصل اليوم صراع الفرقاء الليبيين “يحرج” تونس

بعد باشاغا.. الدبيبة يصل اليوم صراع الفرقاء الليبيين “يحرج” تونس

0 second read
2
0

تونس – الصباح

من المنتظر أن يؤدي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة زيارة رسمية إلى تونس لمدة أسبوع، تنطلق اليوم الثلاثاء، علما وأن الدبيبة أدى في بحر الاسبوع الفارط زيارة الى الجزائر انتهت باعتراف رسمي بحكومته وقد جاء ذلك على لسان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون السبت الفارط.

وقالت حكومة الوحدة، في بيان، إن اللقاء بين الدبيبة وتبون ناقش الوضع السياسي القائم، والتعاون الاقتصادي بين البلدين، وأكد البيان استعداد حكومة الوحدة لإجراء الانتخابات وأن الشعب الليبي لم يعد راغبا في المراحل الانتقالية.

وعلى غير العادة فان الدبلوماسية الجزائرية التي عرفت بحيادها وعدم الانحياز يبدو أن الأمر لديها اختلف هذه المرة بعد زيارة الدبيبة الأخيرة حيث جاء  الرد “فوريا” بعد خروج الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء السبت الماضي، في مقابلة مع وسائل إعلام اكد فيها ان “بلاده تدعم الشرعية الدولية في ليبيا من خلال حكومة الدبيبة، وإن استبدالها يكون بانتخابات تفرز مجلسا نيابيا جديدا يعين حكومة جديدة.”

وسيكون الدبيبة مرفوقا في زيارته إلى تونس اليوم بوفد وزاري، يضم رئيس الأركان العامة، ورئيس جهاز المخابرات العامة، ووزير الداخلية  ووزير المالية ووزير الاقتصاد والتجارة المكلف علي العابد، ورئيس جهاز الأمن الداخلي، وآمر قوة مكافحة الإرهاب وعدد آخر من الوزراء.

عديد المعلومات تفيد بان دبيبة يبحث عن دعم لحكومته بعد دخول حكومة فتحي باشاغا على خط الأحداث في ليبيا وقد ادت الحكومة الجديدة اليمين القانونية امام مجلس النواب المنعقد في طبرق مارس الفارط.

فهل ستذهب تونس في نفس الخيار الجزائري وتعلن دعمها لحكومة الدبيبة أم ستواصل مبدأ عدم الانحياز بين الفرقاء الليبيين؟ مع العلم ان وضع تونس يختلف عن الجزائر خاصة بعد أن حلت حكومة باشاغا مؤخرا بتونس وما دار مؤخرا من اخبار نفتها هذه الاخيرة حول مطالبة السلطات التونسية الحكومة الجديدة بمغادرة الاراضي التونسية.

من جانبها نفت وزارة الخارجية بحكومة فتحي باشاغا السبت الفارط، ما تردد عن اعتراض تونس على تواجد الحكومة ورئيسها فتحي باشاغا على الأراضي التونسية، ووصفت الوزارة في بيان، “هذه الاخبار بالزائفة، التي لا تعدو إلا أن تكون إشاعات مغرضة، تستهدف العلاقات الثنائية المتميزة بين الحكومة الليبية ونظيرتها التونسية، كما أنها تحاول تشويه الدور المتميز والمواقف التاريخية للشقيقة تونس تجاه الشعب الليبي”.

وفي قراءته لأسباب الزيارة وتوقيتها قال مدير المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا رشيد خشانة أن الصراع بين الاطراف الليبية بدأ ينعكس على دول الجوار التي تتخذ مواقف متباينة مما يحدث في ليبيا حيث اعلنت الجزائر مؤخرا على لسان رئيسها انها لا تعترف الا بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بينما ظل الموقفان التونسي والمغربي غامضا الى اليوم رغم ان التطورات الاخيرة في الجارة ليبيا تثير تساؤلنا جميعا وتفرض علينا أن نساهم في حل الازمة التي نتضرر منها جميعا بسبب عدم انسجام الموقف المغاربي بينما نرى ان الدول الاوروبية هي التي تباشر الملف الليبي حاليا سواء من خلال سفاراتها او من خلال رئيسة البعثة الاممية ستيفاني ويليامز.

وبالنسبة لمدير المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا فانه كان من المفروض ان تتشاور العواصم المغاربية قبل ان يعلن كل طرف موقف مختلف عن الاخر، مضيفا ان مصير الصراع الدائر منذ 2014 لا يمكن ان يحدده إلا الليبيين أنفسهم والذين مازالوا يعيشون حالة من الاحتراب عطّلت الاقتصاد وأعاقت التحول السياسي نحو تحقيق اهداف انتفاضة 2011.

وذهب خشانة بالقول إلى أن الموقف التونسي كان يجب ان يتوخى الوضوح الكامل في اعترافه بالحكومة التي تحظى بشرعية اقليمية ودولية وهي حكومة عبد الحميد الدبيبة في انتظار أن تفرز الاوضاع مخاطبا اخر يحظى بالمصداقية، لذلك تعتبر زيارة الدبيبة إلى تونس اعترافا غير كامل بهذه الحكومة اذا لم يصدر اي بيان واضح يؤكد الاعتراف بها لذلك فان هذه الزيارة ستكون شبيهة بالزيارات البرتوكولية السابقة إلى تونس مع التركيز على مسائل امنية واقتصادية بدرجة اولى.

وفي سياق حديثه شدد خشانة على أن تونس مطالبة بإعداد رؤية شاملة لمستقبل العلاقات مع ليبيا، علما أن التجارة الموازية مع البلد الشقيق تشغل حوالي مليون تونس بطريقة مباشرة وغير مباشرة ومن الطبيعي ان تقتاد الديبلوماسية التونسية بهذه المنطلقات اذا ما وجدت هذه الرؤية في المستقبل. 

احمد ونيس وزير الخارجية والسفير الاسبق اكد ان تونس لا تتدخل في جوهر القرار ما بين الفرقاء الليبيين لكن تلعب دور تقريب وجهات النظر ومنذ مارس 2021 تاريخ تعيين حكومة عبد الحميد الدبيبة فان تونس دعمت هذا الخيار لكن منذ اسبوع حدث نوع من التشويش على خلفية تواجد  حكومة فتحي باشا اغا على الاراضي التونسية، لكن هذا لن يغير في الموقف التونسي شيئا وبالنسبة لأعضاء الحكومة الثانية فتونس لا يمكن أن تعترض عن زيارتهم كلاجئين اليها وهذا لا يمكن ان يفهم على انه اعتراف رسمي بهم.

جهاد الكلبوسي

المصدر : الصباح نيوز

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

موعد انطلاق التعداد العام للسكان والسكنى في سوسة

موعد انطلاق التعداد العام للسكان والسكنى في سوسة كشف مدير اقليم الوسط الشرقي للمعهد الوطني…