لم يبارح ملف المساكن الاجتماعية بمدينة النفيضة من ولاية سوسة الرفوف، منذ مارس 2018 رغم جاهزية 290 مسكنا فرديا ،في إطار البرنامج الخصوصي للسكن الاجتماعي. ويمتدّ المشروع على مساحة 80 ألف متر مربع وهو مموّل من الصندوق السعودي للتنمية بحوالي 14 مليون دينار كلفة أشغال البناء والتهيئة.
ومنذ أكثر من عشر سنوات بادر 2400 مواطنا من معتمدية النفيضة بإيداع مطالبهم للانتفاع بمسكن اجتماعي وفق شروط تم ضبطها، إلا أن السلطات المعنية لم تضبط القائمة الاسمية للمستفيدين ممن استوفوا كامل الشروط المطلوبة لتنشرها للعموم حتى يتم تقديم الاعتراضات والطعون بخصوص أحقية الإستفادة بهذه المساكن.
وأوضح المدير الفنيّ للمشروع محمد الحسني لموزاييك أن سنوات الإنتظار التي تسببت في تعثّر عملية توزيع المساكن لمستحقيها كبّد الشركة التي قامت بإنجاز المشروع خسائر ومصاريف إضافية من قبيل عدم خلاص مستحقات الباعث العقاري في القسط الأخير والمقدر بمليون و800 ألف دينار.
كما بلغت كلفة الأشغال الخارجة على حدود المساحة المخصّصة للمشروع وهي 13 ألف متر مربع حوالي مليون و500 ألف دينار. أما فيما يتعلق بالضمانات البنكية فبلغت مليون و700 الف دينار الى جانب الفوائض البنكية.
وتضاعفت مصاريف الشركة جرّاء توظيف فريق حراسة يتكون من 10 عمّال وفريق للصيانة وإطارات فضلا عن دفع معاليم الماء والكهرباء والغاز.
واستنكر محدثنا التعطيل الحاصل، قائلا “رغم تعاقب حوالي خمسة وزراء تجهيز ومثلها مديرين عامين لوحدة السكن الاجتماعي وأيضا ولاة لكن ملف المساكن الاجتماعية بالنفيضة لم يسوّ ولم ير النور”.
واعتبر المدير الفنيّ للمشروع محمد الحسني أن “المساكن المهجورة طالتها عدة أضرار ما دفعهم إلى القيام بعمليات صيانة وتهوئة بصفة مستمرة خصوصا بعد أن لحقتها بداية تشققات”.
ومازالت حادثة اقتحام 150 مسكنا من طرف مواطنين بالنفيضة في غرّة جانفي 2019، عالقة في الأذهان وهي واقعة انجر عنها مواجهات مع عناصر الأمن رفضا لمبارحة المنازل نظرا لما اعتبره بعض المواطنين أحقيتهم في الظفر بمسكن اجتماعي وفق تقديرهم ليتم بعد حوالي يومين أو ثلاثة أيام إخلاء المساكن بالقوة العامة.
وعقب حادثة الاقتحام حدثت عمليات نهب لتجهيزات صحيّة وأبواب ونوافذ بقيمة تناهز 300 ألف دينار.
وذكر المدير الفنىّ للمشروع أنه في سنة 2022 تعرضت عدّة مساكن إلى عمليات سرقة تورط فيها المشرف على الحراس حسب قوله حيث استولى على تجهيزات تقدر قيمتها بـ120 ألف دينار نال اثرها عقوبة سجنية لمدة شهرين فقط.
إيناس الهمّامي
المصدر : موزاييك ف م
