اللطيفي : ربط سعيد وضع اليهود في تونس بوضع اليهود في فلسطين إعتباطي
إعتبر عادل الطيفي الكاتب وأستاذ تاريخ العالم العربي المعاصر بجامعة باريس والناشط السياسي، أن ربط سعيد وضع اليهود في تونس بوضع اليهود في فلسطين هو ربط إعتباطي.
للأسف، بدأت أصوات صهيونية تتعالى في بعض البلدان الاوروبية لتتحدث عن وضع التونسيين ذوي الديانة اليهودية مستغلة إخلالاتنا للتهجم على تونس وابتزاز جزء من مواطنينا. لكن العيب فينا اولا، قبل أن نصَدِّر عجزنا وخيباتنا.
كان الأجدر بنا أن نتعامل مع الاعتداء الإرهابي في جربة باعتباره حدثا تونسيا بالأساس من وجهة نظر قانونية دون أية علاقة مع الخارج وأحداثه. فقد قام به تونسي على التراب التونسي استهدف به مكونا من الثقافة التونسية وراح ضحيته خمس مواطنين تونسيين . واي ربط مع الخارج مهما كان نوعه لا يخدم مصلحتنا الوطنية في شيء. لكن ما العمل ونحن من زاغ بالموضوع عن أصله. أربع انحرافات أدت إلى تغييب البعد المواطني:
– اولا حضور وزير السياحة في جربة بعد الحادثة وما أعطاه من صورة الاهتمام بموسم السياحة أكثر من أرواح المواطنين.
– الفرز الهووي في الخطاب الرسمي بين المواطنين على اساس الديانة حيث يحظى المسلم بالترحم والشهادة (martyr) في حين يعزى فقط التونسي من اليهود (خطاب قيس سعيد ووزير الداخلية).
– حجب المعلومة الرسمية عن الإعلام التونسي وعلى المواطنين وكأنهم رعاياه حتى امنهم لا يخصهم…
– ربط قيس سعيد الاعتباطي بين وضع اليهود في تونس (في اريانة) والوضع في فلسطين والحال أنه كان من إلأجدر له كرئيس للدولة أن يتعامل فقط مع الحدث من وجهة نظر قانونية ومؤسساتية.
– بيانات بعض القوى السياسية، بما فيها المعارضة لقيس سعيد، التي أدرجت عبثا موقفا من القضية الفلسطينية (ونحن معه من حيث المبدا) والحال أن الموضوع تونسي تونسي.
لو تعامل فكرنا السياسي التونسي، سلطة ومعارضة ونخبا ومواطنين، مع العملية الإرهابية من منطلق المواطنة لاغلقنا أبواب كل التدخلات.
إن ضرب المواطنة كما يقوم به نظام قيس سعيد كعديد الأنظمة الأحادية هو المدخل الحقيقي للتدخل الخارجي. والمواطنة الكاملة هي الأساس الحقيقي للسيادة الوطنية.
معركة التحرر الوطني الحقيقية هي معركة المواطنة وليست مجرد خطابات إيديلوجية جوفاء متخلفة…”
في نفس السياق
آخر الأخبار
المصدر : تونيسكوب
