أكد الناشط السياسي والحقوقي المقيم باطاليا مجدي الكرباعي مصادقة البرلمان الإيطالي يوم الخميس 5 ماي 2023 على قانون جديد يخص الهجرة.
وأفاد الكرباعي بأن هذا القانون الذي وصفه بالظالم والتعسفي والقاسي تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء لم تشهده إيطاليا أو أي دولة أوروبية من قبل .
و بين مجدي الكرباعي بأن هذا القانون سيتسبب في العديد من المشاكل بالنسبة للمهاجرين خصوصا وأنه يسمح للسلطات الإيطالية بما تسميه محاربة الهجرة غير النظامية والمهربين خارج حدودها إضافة إلى تنصيصه على مدة احتجاز أطول للمهاجرين بمراكز الاحتجاز والترحيل مما سيتسبب في تفاقم الوضعية الإنسانية والنفسيه للمهاجرين .
خط بحري مخصص لعمليات الترحيل القسري
ويؤكد الكرباعي أن غالبية المتواجدين بمراكز الاحتجاز من الجنسية التونسية وذلك جراء الاتفاقيات التي وقعتها تونس مع ايطاليا مشيرا في هذا الصدد إلى تصريح وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي تحدث فيه عن بعث خط بحري بين جنوة وتونس سيتم تخصيصه لعمليات الترحيل القسري.
وأفاد الكرباعي بأن الأحد القادم سيشهد تحركات احتجاجية لنشطاء وجمعيات ومنظمات حقوقية واطياف سياسية في ميلانو ضد القانون الفضيحة والمعادي للهجرة مشيرا إلى أنه تضمن فصولا مخالفة للدستور الإيطالي أدت إلى مراجعته حتى يتلاءم مع الدستور وبالرغم من ذلك يبقى قانونا كارثيا على مستوى الحقوق الإنسانية ومن بينها الحق في الهجرة وحرية التنقل التي تكفلها جميع المعاهدات والمواثيق الدولية.
يذكر أن وزارة الخارجية الإيطالية كانت قد أعلنت يوم الخميس 4 ماي 2023 عن تخصيص 10 مليون أورو من المساعدات لفائدة تونس ،6.5 منها مخصصة لتوفير معدات إضافية لمكافحة الهجرة غير النظامية وذلك في إطار متابعة ملموسة لللقاء الذي جمع وزير الخارجية نبيل عمار بنظيره الإيطالي انطونيو تاياني الذي صرح بأن إيطاليا تؤكد دورها المحوري في دعم تونس في جميع المجالات.
حول هذه المساعدات، أكد الناشط السياسي والمدني مجدي الكرباعي أنه قد سبقها الإعلان عن سيناريوهات من الجانب الإيطالي تتعلق بإنشاء مراكز استخباراتية في الموانئ التونسية وتنظيم دوريات تمشيطية مشتركة لسواحل البحر الأبيض بين تونس وإيطاليا ومد تونس بطائرات مسيرة لمراقبة الشريط البحري.
ايطاليا هدفها حماية مصالحها
وأكد مجدي الكرباعي أن التحركات الإيطالية بخصوص ملف الهجرة غير النظامية تهدف إلى حماية مصالحها وتأتي في إطار تنفيذ البرامج الانتخابية التي وعد بها اليمين المتطرف الإيطالي تجاه ناخبيه والتي ترتكز أساسا على جعل دول شمال إفريقيا على غرار تونس وليبيا جدارا لصد المهاجرين وهو ما أكدته تقارير لمنظمات حقوقية دولية بأن حلم إيطاليا جعل الدول المذكورة ”حائطا ” أمام المهاجرين.
وانتقد الكرباعي مواصلة الإعتماد على مقاربات أمنية لمعالجة ظاهرة الهجرة غير النظامية وغياب حلول تنموية واجتماعية ربما قد تحد من التدفقات الهجرية تجاه الضفة الشمالية للمتوسط.
كريم وناس
المصدر : موزاييك ف م
