Home أخبار القيروان: صاحب ”المدوّنة الكبرى” مهمل ينشد العناية (فيديو + صور)

القيروان: صاحب ”المدوّنة الكبرى” مهمل ينشد العناية (فيديو + صور)

0 second read
2
0

في منطقة شبه خالية من السكان بالضاحية الشرقية لمدينة القيروان، وعلى مسلك فلاحي مهترئ يقع مرقد “الإمام سحنون” صاحب المدوّنة الكبرى تهدّده كل العوامل الطبيعية، وعلى الرغم من حالته تلك فإنه وبلا شك يستنجد بالمسؤولين لإنقاذه من الأتربة والأوساخ والمياه الراكدة.

بالقرب من أحد الأحياء الشعبية لعاصمة الاغالبة يتربّع الضريح وتحيطه من كل الإتجاهات الأعشاب الطفيلية وفواضل مواد البناء والاوساخ وبداخله ترعى قطعان الماعز والأغنام وبجواره تتكاثر الحشرات.

هناك وبالسور المتداعي الآيل للسقوط عدّة أبواب شبه مغلقة وقبة صامدة شاهدة على العصر وجدران متهالكة وضريح مهجور، هجره الزوّار منذ سنوات .

تحوّل ضريح الإمام سحنون أحد مشاهير المذهب المالكي في النصف الأول من القرن الثالث الهجري إلى بناية مهجورة يتهدّدها الإهمال والنسيان تكسوه الفضلات المنزلية والأعشاب الطفيلية وتغمره المياه الملوثة والأوحال.

وعبّر أحد المواطنين عن إستيائه من عدم العناية بالضريح من قبل السلطات المعنية،لذلك وجّه فوزي بن عياد الذي ولد وترعرع داخل هذا الضريح نداء إستغاثة إلى رئاسة الجمهورية ووزارة الشؤون الدينية من أجل ترميمه والاعتناء به مع ضرورة رد الإعتبار لهذا الفقيه.

 

وزارة الشؤون الدينية تعمل على ترميم الضريح وصيانته 

من جانيه، أكد المدير الجهوي للشؤون الدينية بالقيروان، كمال حواص أن وزارة الشؤون الدينية دأبت على الاعتناء بالمعالم الدينية وأضرحة العلماء والأولياء الصالحين بالقيروان وبتونس بأكملها من بينها الضريح الإمام سحنون الذي يعد علم من اعلام القيروان وله صيت حسنا في المغرب العربي ومشرفه باعتباره مؤسس المذهب المالكي بمدينة القيروان وساهم في انتشاره.

وأضاف حواص أن ضريح الإمام سحنون يعتبر ملكا من أملاك الدولة وهناك إجراءات حثيثة ومتواصلة بين المندوبية الجهوية ووزارة الشؤون الدينية لتخصيص هذا الضريح لدى الوزارة من أجل العمل لتلافي هذا النقائص وترميمه وصيانته باعتباره مقصد يقصده من أبناء المغرب العربي والشرق للترحم عنه باعتباره عالما وفقيها.

وأشار حواص ان البلدية تعمل على تنظيف الضريح ومحيطه في انتظاره تخصيصه بشكل رسمي لدى وزارة الشؤون الدينية لترميمه وصيانته.

ضريح على وشك الاتلاف والبيوقراطية الإدارية متواصلة!

الإمام سحنون هو أبو سعيد عبد السلام سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي ولد سنة 160 هجري بمدينة القيروان من أشهر فقهاء المالكية بالمغرب العربي وتتلمذ على أكبر علمائها ورحل سنة 188 هـ إلى المشرق (مصر والشام والحجاز) طالبا للعلم ثم عاد إلى موطنه سنة 191 هـ وعمل على نشر المذهب المالكي ليصبح بذلك المذهب الأكثر انتشارا في افريقية والأندلس،تولى القضاء بالقيروان سنة 848 م وبقي يباشر هذه الخطة الى تاريخ وفاته سنة 855.

ويذكر أن سحنون حرص على بث ما أوتي من علم وعلى نشر المذهب المالكي فعرف رحاب جامع عقبة دروسه وعقد مجالس ببعض مساجد القيروان وترك تاليف قيمة في الفقه والتربية والتاريخ والحديث إلا أن المسؤولين تنكروا له وأهملوا مرقده بتعلة طول الإجراءات الإدارية.

أما آن الأوان أن يوليه المسؤولون قليلا من الأهمية وأن يتدخلوا لانقاذ هذا المعلم من التلف.

خليفة القاسمي
 

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

فيديو: سير عمليات إصلاح الحافلات وعربات المترو المعطبة

فيديو: سير عمليات إصلاح الحافلات وعربات المترو المعطبة كشفت وزارة النقل في فيديو نشرته على…