Home أخبار القصرين: موسم تفّاح كارثي… وصغار الفلاحين في ورطة (فيديو)

القصرين: موسم تفّاح كارثي… وصغار الفلاحين في ورطة (فيديو)

0 second read
2
0

ارتفعت ذات شتاء أهازيج الجماهير ومطالب المواكبين ودعاء العابرين، في كلّ مكان ممكن في ولاية القصرين، مطالبة بالكرامة. ولطالما ارتبطت الكرامة بالرّغيف، وإن كان الخبز حافٍ، على رأي الكبير محمد شكري، فإن علاقته تبقى سببية بالشّغل. ولا عمل دون ثقافة خاصة به، ومنوال تنموي يخلقه مع الثّروة.

شتاءً بعد شتاء، تحوّل الرّجاء لأمنيات(اصطلاحاً: الرجاء هو ما يمكن أن يتحقّق والتمني هو ما يصعب أو يستحيل الوصول إليه)، وتبخّرت تلك الأحلام الورديّة التي رافقت أحداث ثورة صبغت لونها القاني على شوارع القصرين وأنهجها، وبقيت منطقة السباسب العليا تتذيّل مؤشرات التنمية، فاحتلت معتمدياتها آخر جدول ترتيب المناطق الأكثر بؤساً، بمعدلات تتجاوز ال50% كنسبة فقر، في عدد من المناطق، وفق أرقام المعهد الوطني للإحصاء. وكان الاستثناء، وبصيص الضوء المنير لنفق كله مشاكل مركبة، في مجال الفلاحة. فأرقام الإدارة الجهويّة للتّنمية بالقصرين تشير إلى أن معدّل الاستثمارات في الفلاحة، في القصرين، تقدّر ب 50 مليون دينار سنويّاً، بطاقة تشغيليّة تناهز ال 560 موطنَ شغل، دون اعتبار المشاريع الصّغرى، واليد العاملة الظّرفيّة والموسميّة.

لكنّها بقيت تعاني من صعوبات من نوع آخر، أهمّها الكهربة والمشاكل العقّاريّة، ومعظلة إسناد الرّخص خصوصًا للآبار العميقة؛ الّتي جعلت معظم الاستثمارات الفلاحيّة تتركّز في مناطق دون غيرها، باعتبار تصنيف مساحة كبيرة، تضاهي نصف ولاية القصرين، كمناطق حمراء. هذا إضافة إلى مشاكل تسويق البضاعة الفلاحيّة الّتي ينتجها باعثو القطاع الفلاحيّ في القصرين.

وفي موسم 2022، برزت مشاغل من نوع آخر، خصوصا في محصول التفاح، في ولاية احتلت لسنوات صدارة الترتيب في إنتاجه.

يقول خليل سويلمي، فلاح، وهو يراقب أشجار أرضه الواقعة على مقربة من جبل السلوم، إن هذا الموسم يعتبر كارثي في مجال التفاح، بالكاد تظهر حبات تفاح في الشجرة، وكأن كل الظروف تتآمر على الفلاح، الحلقة الأضعف في منظومة أكثر ما يميّزها الارتجال.

السويلمي هو واحد من مئات فلاحي القصرين الذين يعيشون خيبة محصول التفاح، بالإضافة إلى غلاء كل ما يحيط بالفلاحة.

بدوره يشير كمال الدلهومي، فلاح بجنوب الولاية، من وسط أرضه في منطقة العريش، إلى غلاء الأدوية والأسمدة التي باتت حملا ثقيلا ينهك فلاحي الجهة، فالأدوية والأسمدة قد زادت كلفتها بما يفوق ال100%، وهو ما سيؤثر سلبا، خصوصا على صغار منتجي التفاح، وعلى سعره في الأسواق والذي لن يكون  في مقدرة المواطن المنتمي للطبقة الوسطى.

الأرقام تشير إلى أن التّقديرات الأوّليّة لمحصول التفّاح بولاية القصرين، لهذه السنة، هي في حدود 50 ألف طن في مساحة جملية مستغلة تقدّر ب 9400 هكتار، بتراجع تتراوح نسبته بين 30% 40% مقارنة بالسنة الفارطة، وفق 

رئيس دائرة الإنتاج الفلاحيّ بمندوبيّة التّنمية الفلاحيّة بالقصرين عمر السّعداوي.

ويقول السعداوي إن النقص في محصول التفاح لهذا الموسم الفلاحي في ولاية القصرين يعود بالأساس إلى إصابة 3000 هكتار في الجهة بحبّات البرد في  سنة 2021 إضافة إلى “الجليدة” والتغيرات المناخية شتاءً(ارتفاع درجات الحرارة شتاءً).

وفي اتصال موزاييك برئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالقصرين ناجم الطرشي، للبحث في أهمّ الحلول اللازمة لإنقاذ فلاحي وتفاح الجهة، شدد على ضرورة دعم منظومة الإرشاد الفلاحي من أجل مساعدة الفلاح على علاج الأمراض الذتي قد تصيب أشجاره. ودعا عموم الفلاحين إلى الإنخراط في منظومة التأمين الفلاحي.

وفسّر تدهور الإنتاج لهذا الموسم على كونها مرتبطة أساسا بالجليدة ومرض “الحمراء” المتأتي من نزول أمطار ترابية، لم تساعد على إزهار أشجار التفاح.

مشاكل بالجملة يعاني منها الفلاح في جهة القصرين، مع ارتفاع كلفة الإنتاج وتردي محصول التفاح، ما قد ينهي أحلام صغار الفلاحين بتراكم ديونهم، لتعيدهم إلى نقطة ما قبل البداية، وكأن تلك المطالب التي رُفعت ذات شتاء ثائر(2011)، قد دارت وسط  حلقة زمنية مفرغة، وتجلّت نقطة الختام فيها في شكل مشهدية ما قبل إشارة الانطلاق، لتؤكد أن أهم الاستحقاقات المطلقة قد ضاع صداها بين الارتدادات، فخُنق الصوت في الحناجر، بمفعول الارتجال وتصريف الأعمال وغياب البوصلة والسياسة السياسوية، وأشياء كثيرة أخرى.

برهان اليحياوي. 

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

بدء تشغيل أكبر محطة في العالم لامتصاص التلوث من الهواء

بدء تشغيل أكبر محطة في العالم لامتصاص التلوث من الهواء بدأت أيسلندا، الأربعاء، تشغيل ̶…