في سفح جبل سمامة، وغير بعيد عن مرتفعات تالة من ولاية القصرين، وبين فلكلور طبول قديمة وفرسان ومزمار جمع أهالي زلفان لتثمين منتوجاتهم باحتفال طريف بمهرجان “الهندي” رتّبت أميمة بناني (27 سنة) بعناية فائقة ما أعدّته من حلويات استعملت فيها “الهندي” داخل صفوف متناسقة جاهزة للعرض.
أميمة واحدة من متسابقين كُثر شاركوا، يوم الخميس 25 أوت 2022، في المهرجان الدولي للتين الشوكي، لاختيار أفضل الحلويات التي تم توظيف التين الشوكي فيها، بمنطقة زلفان التي تحتوي 30 ألف هكتار من التين الشوكي من جملة 100 ألف هكتار متواجدة في ولاية القصرين، كأكبر مساحة مخصصة للهندي في تونس.
وقالت أميمة، وسط ما صنعته من حلويات، في تصريحها لموزاييك، إنها حاولت توظيف ما تتميّز به الجهة لصالح ما تنتجه أناملها، فأنتجت “تشيز كايك” وحلوات أخرى فرنسية وإيطالية باستعمال التين الشوكي، لتعرضه بنكهته الخاصة وبقيمته الغذائية الغنية، أمام اللجنة التي ستختار الفائز في المسابقة.
بدورها، وظّفت ربيعة الحجام(57 سنة) “الهندي” في صناعة حلويات تونسية، فصنعت من “قلوب ومعجون الهندي”، “بقلاوة” و”زوزة” وغيرهما، وفق تصريحها لموزاييك.
أما ليلى مرواني( 31 سنة) فقد شرحت لموزاييك ما أعدّته للمسابقة من كعك من معجون ومسحوق الهندي، إضافة إلى أنواع عديدة من الحلويات المصنوعة خصّيصاً لهذه التظاهرة.
من جهة أخرى، كشف محمد راشد بناني مدير المهرجان الدولي للتين الشوكي، أن الهدف من التظاهرة في دورتها الثانية هو التعريف بموروث ومنتوج مهم، انتشر في محيط جبل سمامة من الناحية الشمالية، لصناعة الثروة في جهة اشتهرت بالهندي منذ عقود.
في نهاية اليوم الأول من المهرجان فازت أميمة بناني بجائزة أفضل حلويات(“تشيز كايك”)، وُضّف فيها الهندي بقيمته الغذائية وبمقاييس الحلويات في نكهة لا تشبه إلا نبتة اشتهرت بصبرها على قساوة المناخ وبمقاومتها لتقلّب المرتفعات… ثمرة قد حان وقت جنيها، وتثمينها، لعلّ ربوع سمامة والشعانبي والسلوم وأخوتهم من الجبال تُزهر، وتتخلّص قريباً مما رافقها من أخبار موت وفناء…
*برهان اليحياوي.
المصدر : موزاييك ف م
