Home أخبار القصرين: الأيادي الحرفية تنجح في صناعة 140 منتوجا انطلاقا من الحلفاء (فيديو)

القصرين: الأيادي الحرفية تنجح في صناعة 140 منتوجا انطلاقا من الحلفاء (فيديو)

0 second read
2
0

بأياد جرحتها التجارب ومواسم الحصاد الطويلة، وبعيون لا تغفل عن هدفها لثانية واحدة في السهول والمرتفعات، وبعزيمة تتحدى ما سكن جبل سمامة وأخوته من رعب وفواجع، تنطلق وحيدة وزينة في جمع الحلفاء، بداية موسم جنيها، من مرتفع زلفان الواقع على مرمى حَجر من جبل سمامة، في ولاية القصرين. فلطالما ارتبط اسم القصرين بالجبال والسباسب والحلفاء.

وما انتشار نبتة الحلفاء على حوالي 150 ألف هكتار من جغرافية ضاربة في القدم، إلا خير دليل (إحصائيات مندوبية التنمية الفلاحية بالقصرين).

وتقول وحيدة (حِرفية)، من بين خيوط الحلفاء التي قدمت باكرا لجمع ما أمكن منها، “إن استعمالات هذه النبتة كانت مقتصرة، سابقاً، على مجال علف الماشية، وصناعة عجين الحلفاء والورق بمعمل الحلفاء. لكن هذه الثروة، أصبحت اليوم مصدر 140 منتوجاً مبتكراً…”

وحيدة وزينة سيدتان من آلاف سكان منطقة السباسب العليا العاملين في مجال الحلفاء، النبتة التي تمثل مورد رزق وحيد لحوالي 1600 عائلة، في ولاية القصرين، وفق ما تحصلت عليه موزاييك من معطيات.

تضيف وحيدة وهي لا تُسَوِّي ظهرها المحني لضرورة حصد خيوط الحلفاء، إلاّ للنظر نحو الكاميرا “للحلفاء خاصيات عديدة… فهي لا تُقطع إلا باليد… إنها مثلنا نحن الحرفيات، ترفض ما داهم عالمنا من آلات متعددة، فللمسة البشرية بصمة خاصة…”

تلوي وحيدة عصاها التي تستعملها في الجني حول أطراف النبتة ببراعة، تستعمل يدها اليسرى لتدوير الألياف حول العصا، وبحركة سريعة تولّد صوتاً خفيفاً، تسحب ما تمكنت منه من حلفاء… حركة تتكرر بالطريقة نفسها، على امتداد المكان والزمان في فترات جني الحلفاء.

 تضيف الحرفية بكلمات متقطعة بفعل المجهود البدني اللافت وسط ساحة الكدّ: “هذه طريقة جمع الحلفاء المتفردة… قد تدمى الأيادي وقد يتقوّس الظهر، لكن العمل عمل…”

ما أن تنتهي عمليات جمع الحلفاء، حتى تتوجه وحيدة نحو ورشتها، وسط مدينة القصرين. هناك تتحول النبتة التي جرّحت أيادي من جمعها إلى تحف فنية تزيّن الديار والمعارض والنزل في شكل أدوات منزلية، وسجادات، ووسائل زينة، مشبعة بألوان الطيف التي صبغت لون الحلفاء البائد…

وتتحدث وحيدة عن مختلف المراحل اللازمة لتحويل نبتة الحلفاء إلى منتوجات مطلوبة في السوق الداخلية والخارجية… الأمر يتطلب جهداً وشغفاً وتطويراً مستمراً، حسب تجربتها.

بيّن جمع الحلفاء من الهضاب والجبال، وتحويلها إلى منتوجات فارقة جاهزة للعرض، مراحل عديدة لم تمسها المكننة بعد، وصناعة راهنت على السواعد التي تحدّت تردي النسيج الاقتصادي وهشاشة الوضع، لترتسم جراح جمع الحلفاء نيشاناً على الأيادي المثقلة ندوباً وكرامة…

برهان اليحياوي

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

القيروان: شاب يضرم النار في جسده

القيروان: شاب يضرم النار في جسده   أقدم مساء اليوم الثلاثاء شاب، عمره 30 سنة، على إضرام ال…