أكد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ان الانقلاب هو أسوأ أنواع الاستبداد وهو الخطر الداهم الحقيقي الذي تشهده البلاد، متعهدا باسقاطه شعبيا بمشاركة القوى السياسية والقوى الحية ومنها الاتحاد العام التونسي للشغل والمؤسسة القضائية الصامدة في وجه الضغوط والمتمسكة باستقلاليتها، وفق قوله.
وأضاف راشد الغنوشي خلال اشرافه اليوم الأحد 5 جوان بصفاقس على إحياء الذكرى 41 لتأسيس حركة النهضة ان المهمة الوطنية الكبرى اليوم تتمثل في تخليص تونس من هذا الانقلاب والعودة بالبلاد إلى مسار الدستور والديمقراطية.
واستشهد بالحراك الذي تعرفه البلاد حيث أن قائمة الأطراف الرافضة لخيارات وتمشي الرئيس الاستبدادي ما انفكت تتسع، ذاكرا على سبيل المثال الوقفة الاحتجاجية لعدد من الأحزاب السياسية يوم أمس أمام هيئة الانتخابات وكذلك اجتماع جبهة الخلاص الوطني في دقاش بتوزر إلى جانب اجتماع القضاة بمشاركة كل هياكلهم في حين انه على الطرف المقابل بدت الجبهة المساندة لخيارات قيس سعيد متفتتة وانفضت عنه عديد القوى والأطراف السياسية والمجتمعية بدليل أن اجتماع الحوار الوطني المنعقد أمس بدار الضيافة كان مهزلة غابت عنه القوى الحقيقية والفاعلة وبلا مضامين وبدليل ان النظام القائم أصبح اليوم معزولا وطنيا وداليا اكثر من اي وقت مضى كما أنه بعد 25 جويلية لم تتحول تونس إلى جنة على وجه الا ض وإنما زادت ازماتها تفاقما.
وردا على توصيف الحكومات السابقة ما بعد الثورة بأنها عشرية سوداء، قال راشد الغنوشي ان العشرية السوداء الحقيقية هي الأشهر العشرة من انقلاب قيس سعيد في حين انه في ال 10 سنوات ما بعد الثورة كانت هناك هنات بسبب تعاقب الحكومات وعدم استقرارها جراء النظام الانتخابي وهذا ما أثر على الاقتصاد المريض إلى جانب غياب البرامج طويلة المدى.
وبالمقابل قال الغنوشي ان تلك الفترة ما بعد الثورة رسخت لرصيد من الحرية والدبمقراطية كما هو موجود في اعتى الديمقراطيات في العالم ومكنت تونس ونشيدها الرسمي ان يعزف في عديد البرلمانات العالمية اجلالا واحتراما وتقديرا ولفت إلى أن الثورة الفرنسية لم يكتب لها ان تستقر سوى بعد ما يزيد عن 100 سنة.
وعلى صعيد اخر، شدد راشد الغزوشي على مقاطعة الاستفتاء باعتبار ان ما بجري مهزلة تذكر بفشل الاستشارة إلى جانب مقاطعة الانتخابات التشريعية واسبتط اامراسيم باعتبار ان ما بني على باطل فهو باطل .
وبخصوص تردي صورة البرلمان مما دفع إلى إجراءات 25 جويلية قال الغنوشي ان الامور وقع تضخبمها والنفخ فيها باعتبار ان البرلمان كان المؤسسة الوحيدة التي كانت كاميرات الإعلام مسلطة عليها بانتظام بالليل والنهار في حين ان مؤسسات أخرى عرفت مشاكل كبيرة لم تتكشف الا مؤخرا ( في إشارة إلى تسريبات نادية عكاشة ) .
ومن ناحية أخرى اعتبر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ان مسألة الجهاز السري فرقة اعلامية لا غير وملفاتها فارغة وعافية وهيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي مسيسة لم تكن تبحث عن الحقيقة وإنما على استهداف طرف سياسي لم تقدر عليه بصناديق الانتخابات .
تجدر الاشارة إلى أن بعض الشبان تواجدوا بجانب الفضاء الذي احتضن اجتماع حركة النهضة في محاولة لمنع انعقاده بتعلة ان هذا الاجتماع فيه تشويش على الاستفتاء وأنهم يرفضون اي انشطة لكل الاحزاب ما عدا تلك المؤيدة لخيارات وتوجهات الرئيس غير ان اعوان الأمن حالوا دونهم وشكلت الوحدات الأمنية حاجزا منع وصولهم إلى مقر الاجتماع.
*فتحي بوجناح
المصدر : موزاييك ف م
