في ختام أشغال الهيئة الإدارية الوطنية للاتّحاد العام التونسي للشغل التي انعقدت اليوم الإثنين بقرقنة، جدّد سمير الشفي، الأمين العام المساعد للاتّحاد العام التونسي للشغل في تصريح لموزاييك، التأكيد على تشبّث المنظمة الشغيلة بجملة المبادئ الوطنية التي تأسست عليها وانحيازاتها الاجتماعية في علاقة بالدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لعموم الشغالين.
وأضاف أنّه بعد سلسلة التحرّكات والاجتماعات والمسيرات الجهوية، والتي توجت بمسيرة 4 مارس بتونس العاصمة، فإنّ الهيئة الإدارية الوطنية تدعو الحكومة إلى ضرورة احترام الاتفاقيات التي أبرمتها مع الاتّحاد.
وبيّن الشفي أنّ هناك تراجعا على مستوى التزامات هذه الحكومة والتفافا منها على تعهداتها في علاقة باتفاق 14 سبتمبر 2022 وتنكرها لما لا يقل عن 4 بنود من جملة البنود الخمسة من ذلك الاتفاق مثل الزيادة في أجور أعوان القطاع العمومي واتّفاق 6 فيفري 2021 وعدم تنزيله وتفعيله إلى الآن واستكمال تنقيح القانون العام للمنشآت والمؤسسات العمومية والقانون العام للوظيفة العمومية وشدد سمير الشفي على أن الإتحاد بقدر ما ينحني في اتجاه الحوار الاجتماعي باعتباره أقصر الطرق لفضّ الإشكاليات بقدر ما هو جاهز للنضال بكلّ الأشكال المشروعة بما في ذلك الإضراب إذا ما لم يجد الأذان الصاغية وتطبيق الإتفاقيات.
وعبّر سمير الشفي عن أمله في إنجاز حوار جدي وشفاف وفي معرفة ما التزمت به الحكومة مع صندوق النقد الدولي والذي لم يرشح منه شيء.
وتوقّف الشفي عند رفع الحكومة الدعم في الطاقة بنسبة 26% وبأكثر من 30% في المواد الاستهلاكية الأساسية مما أثر على القدرة الشرائية وألهب الأسعار، فقال إنّهم في الاتحاد ليسوا هواة شن الإضرابات مع أنّ دستور البلاد والاتفاقيات الدولية لا تجرم هذا الحق فيكون ضروريا في ظل غياب الحوار وتدهور المقدرة الشرائية وفي ظل استهداف النقابيين والحق النقابي.
وأكّد على أنّ من ثوابت الإتحاد أن الجميع شركاء في الوطن وبالتالي من المهم تحصين الجبهة الداخلية من خلال حوارات جدية بين الحكومة والقوى الحية في البلاد، لافتا إلى أنّ غياب الحوار الإجتماعي المنصوص عليه في الدستور هو مدخل للقوى المناوئة في الداخل والخارج للإلتفاف على المصلحة العليا للبلاد، واعتبر أنّ تحصين الجبهة الداخلية يحتاج إلى تكافؤ الفرص بعيدا عن منطق التشهير والشبطنة.
وبخصوص الوقفة التي نظمها اليوم بعض النقابيين السابقين من الرافضين لخيارات القيادة الحالية للاتحاد وذلك أمام النزل الذي احتضن أشغال الهيئة الإدارية الوطنية قال سمير الشفي أنه أوضح لهؤلاء انهم في الإتحاد يمكن ان يختلفوا في الرؤى والتمشيات ولكنهم ابدا لا يختلفون على تونس ولا على الإتحاد الذي يبقى خيمة وطنية جامعة تقبل بالرأي والرأي الأخر.
وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد انعقدت، اليوم الإثنين، في قرقنة برئاسة الأمين العام نور الدين الطبوبي وبحضور أعضاء المكتب التنفيذي الوطني والكتاب العامين للاتحادات الجهوية والكتاب العامين للجامعات.
كما تجدر الإشارة كذلك إلى أنّ الإتحاد العام التونسي للشغل سيحيي يوم غد الثلاثاء 14 مارس 2023 بقرقنة الذكرى 24 لرحيل الزعيم الحبيب عاشور وهو أحد اهم رموز القيادة الوطنية والنقابية التونسية وبطل معركة 5 اوت 1947 وسيتضمن إحياء هذه الذكرى اجتماعا نقابيا بدار الاتحاد المحلي للشغل بقرقنة ثم زيارة دار عاشور بقرية العباسية ثم ضريحه هناك.
فتحي بوجناح
المصدر : موزاييك ف م
