على بعد 80 كلم شرق مدينة سليانة، على حدود ولاية القصرين، بين السباسب القاحلة والطرق الوعرة.. هنا تقطن حوالي عشرات العائلات بقريّة أولاد صالح التابعة لمنطقة جلجل من معتمدية الروحية.. إلى حدّ اليوم من القرن الحادي والعشرين، دون هويّة ودون وثائق إثبات للحالة المدنية وأغلب أطفالهم غير مسجلين بمضامين الولادة..
في زيارة لـ “موزاييك” للمنطقة، وبعد عناء الطريق، التقيْنا إحدى العائلات، فأغلب الأسر هنا هبّوا منذ ساعات الفجر الأولى نحو حقول التفاح الممتدة بأراضي سبيبة لكسب قوتهم، حدّثتنا إحداهن عن وضعيتهم الاجتماعية الصعبة والفقر المدقع.. خمسة أطفال جميعهم غير مرسمين بسجل الحالة المدنيّة وحتّى مدير المدرسة رفض قبولهم لغياب وثائقهم وفق ما قالته الأم، فربّة البيت هي الأخرى تفتقد للهويّة الوطنيّة رغم مضي أكثر من 15 سنة على زواجها بضمان أبوّي ومضمون ولادة.
عبد السلام، أحد متساكني المنطقة، حدّثنا بدوره، عن الفقر المدقع بالمنطقة والأميّة المستفحلة بالجهة، مشيرا إلى أنّ المنطقة تفتقر لأبسط ضروريّات العيش، يعيشون في عزلة تامّة.
وعن سبب عدم إدراج أسماء عشرات الأطفال في سجلات الحالة المدنيّة، قال إنّ الظروف الاجتماعية والأميّة حالت دون تسجيل الأبناء وتدريسهم فأغلبهم لم تطأ أقدامهم باب المدرسة وهم في سنّ التمدرس.
نبيهة الصادق
المصدر : موزاييك ف م
