تُعتبر معتمدية الرقاب، التابعة لولاية سيدي بوزيد، من أهم المناطق المنتجة للخضر والغلال البدرية بالبلاد، حيث توفّر أكثر من 95% من جملة الإنتاج بالجهة، وفق إحصائيات رسمية.
وتعدّ كذلك المنطقة التونسية التي تنضج فيها الغلال البدرية قبل سائر بقية الجهات التونسية، على حدّ تعبير الخبراء التونسيين والمسؤولين و الفلاحين بالجهة.
ومع انطلاق فصل جني الخضر من طماطم و فلفل والغلال البدرية من خوخ ومشمش وعوينة ودلاع وبطيخ وعنب، تزداد حاجة الفلاحين إلى البحث عن أسواق خارجية أساسا لترويج منتوجاتهم، وخاصّة منها التي لا تستوعبها السوق المركزية التونسية ولا يستهلكها التونسي بصفة عامّة نظرا لمحدودية دخله وارتفاع كلفة إنتاجها على الفلاحين بسبب غلاء اليد العاملة والطاقة والأدوية وفقدان مادة الأمونيتر والفسفاط وغيرها.
عزّ الدين وهو فلاح ومصدّر تونسي، أكّد أنّ مناطق معتمدية الرقاب تعد الأولى وطنيا من حيث إنتاج الخوخ البدري على إختلاف أنواعه، ومع ذلك ثمة معضلة كبيرة في تصديره سواء إلى السوق الليبية التي تستوعب نسبة كبيرة منه (الخوخ البدري) أو حتّى إلى الأسواق الخارجية الخليجية أو الأوروبية من حيث تحويل العملة أو من حيث التصاريح الديوانية وغيرها، وهذا ما أيّده فيه مسعود الشمندي، المصدر الليبي الذي يطالب بدوره من السلط المسؤولة والجهات المعنية التونسية تسهيل الإجراءات في التعامل بين المنتجين الفلاحيين والمصدرين حتّى لا يتكبّد الفلاح خسارة كبيرة سيما وأنّ الخوخ البدري يجب حفظه واستهلاكه بسرعة بعد عملية جنيه وقطفه مباشرة.
من جهته، شدّد جواد فالحي عضو اتّحاد الفلاحين بمعتمدية الرقاب، على ضرورة الرفق بالفلاحين، من حيث تعديل أسعار المواد الفلاحية وتوفيرها لدى المزودين وخاصّة منها المواد التي يتم استعمالها في إنتاج الباكورات من طماطم وفلفل ودلاع وبطيخ وعنب وخوخ ومشمش وغيرها، وتشجيع الفلاحين الذين تمهّروا كثيرا في اختصاصاتهم الفلاحية هذه.
وأشار الفالحي إلى أنّ منطقة الرقاب ستصبح صحراء قاحلة بعد سنة أو سنتين إذا لم يتدخّل المسؤولون لحلحلة مشاكل الفلاحين والاستماع إلى مشاغلهم وتأطيرهم وتشجيعهم.
أمّا العبيدي فلاح بمنطقة الرقاب، فقد أبدى قلقه من إرتفاع معلوم الكهرباء وغلاء الأسمدة والأدوية وقلة أو انعدام توفير مادة الأمونيتر علاوة على انتشار الأمراض التي تصيب أحيانا هذه المنتوجات التي لا تصل ولا تنضج إلا بالجهد الجهيد .
وتوجّه العبيدي بنداء إلى السلطات والجهات الفلاحية بسيدي بوزيد وبوزارة الفلاحة يطالب من خلاله بتنظيم القطاع و تسهيل عملية تصدير الخضروات والغلال البدرية إلى الخارج من جهة وتوفير منصة تصدير أو سوق جامعة بجهة سيدي بوزيد نظرا لتوسطها للبلاد التونسية ويمكن للتجار من شمال و جنوب و شرق وغرب البلاد أن يختصروا المسافات للتحول إليها والتزود منها بحاجياتهم من الخضر والغلال البدرية أساسا.
محمد صالح غانمي
المصدر : موزاييك ف م
