منذ أوائل السنة الحالية، ازداد النقاش والتخوّفات بخصوص مسألة الأمن الغذائي في العالم ككلّ، وفي تونس على وجه الخصوص، وذلك منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا وهو ما يعكس حالة التبعية الغذائية التي تعاني منها تونس.
فهل نحن قادرون على مجابهة مخاطر انعدام الأمن الغذائي في وقت تستورد فيه تونس نسبة كبيرة من احتياجاتها الغذائية؟
ما هي الأسباب التي جعلت تونس تواجه مشاكل على مستوى أمنها الغذائي؟
في تصريحها لموزاييك، قالت عضو في مجموعة العمل من أجل السيادة التونسية وعضو في شبكة شمال أفريقيا للسيادة الغذائية ليلى الرياحي، أنّ الإشكالية في علاقة بالأمن الغذائي لتونس هي تاريخية و هيكلية، مبينة أنّ تونس عملت على توفير الأمن الغذائي عوض السيادة الغذائية.
وقالت الرياحي أنّ هذا التمشي الخاطئ هو السبب في الإشكال الذي نعيشه اليوم بما أنّ تونس تشجّع، وفق قولها، على إنتاج المواد الكمالية على غرار البرتقال ودقلة النور وزيت الزيتون عوض الاستثمار في مواد أساسية مثل القمح والأعلاف واللحوم والحليب ومشتقاته.
وتفسّر الرياحي هذا التمشي بجملة المنح والامتيازات التي توفّرها الدولة هي موجهة للمواد المعدة للتصدير في الوقت الذي تتهاوى فيه منظومات الغذاء الأساسية منذ سنوات وتفاقمت أكثر مع الحرب الروسية الأوكرانية.
تونس في حالة تبعيّة غذائية من قبل الحرب الروسية الأوكرانية
وأضافت محدّثة موزاييك أنّ التبعيّة الغذائية التي تعاني منها تونس منذ سنوات لم تبرز غداة الحرب في أوكرانيا بل من قبل، مبرزة أنّ النقص اليوم في عديد المواد الأساسية مقابل تواصل ارتفاع تكلفتها هو أبرز دليل على النتائج الوخيمة لهذه السياسة.
وقالت الرياحي إنّ وضع تونس مرتبط أساسا بمدى توفّر هذه المواد الأساسية في الأسواق العالمية وأيضا بتوفّر العملة الأجنبية لاستيرادها.
ناهد الجندوبي
المصدر : موزاييك ف م
