Home أخبار الأمين الشابي يكتب: اطمئنوا تونس عصيّة على هؤلاء…

الأمين الشابي يكتب: اطمئنوا تونس عصيّة على هؤلاء…

0 second read
2
0

كتب: الأمين الشابي

يسكن بجزيرة جربة حوالي 1300 يهودي تونسي، يعيشون في كنف التآخي  و التراحم  والاحترام مع بقية سكان الجزيرة رغم اختلاف الديانة، و من أهم ما يميّز جزيرة جربة  أوّلا هو وجود المعبد اليهودي بها – و هو الذي يعتبر أقدم معبد لليهود في أفريقيا حيث يعود تاريخه إلى قرابة 2600 عام –

و ثانيا ما يميّزه هو العدد الهام من اليهود، و من كافة أنحاء العالم، الذين يزورنه للحج سنويا و بالآلاف 

(4 آلاف هذه السنة ) و أيضا لاحتوائه على أقدم نسخة للتوراة.

حادثة حمّالة لعديد التأويلات

أثارت حادثة جربة مساء الثلاثاء بمحيط المعبد اليهودي العديد من ردود الفعل و التأويلات حتى لا نقول التوظيف، لتترك الباب مفتوحا على مصراعيه للعديد من الجهات المحلية و الأجنبية للتخمينات أو حتى التوظيف السياسي للحادثة لغرض في نفس يعقوب، خاصة وقد أصبح العالم عبارة عن قرية معلوماتية مفتوحة، بحكم وسائل ومحامل التواصل  الحديثة التي اجتاحت كلّ العالم.

والغريب في الأمر أنّ بعض القنوات الإعلامية العربية و العبرية هي من كانت سبّاقة للكشف عن هذه الحادثة، و بطبيعة الحال حسب ما تقتضي مصالح هذه القنوات. فمنها من هوّل الأمر، و ظلت تكيل لاستقرار البلاد من زاوية حقدها على تونس و منها من دعت مواطنيها لمغادرة البلاد و كأنّ ما حدث، في بلادنا، أشنع مما يجري في بعض البلدان من حروب و صدامات و قتل و انفجارات و عنصرية و قتل ممنهج.
وكأن أيضا العالم يشهد الاستقرار باستثناء بلادنا؟ و السؤال هنا أين وسائل اعلامنا لدحض كلّ هذا التجني على بلادنا؟ و ثانيا صمت الجهات الرسمية  يعطي الفرصة لمن في قلوبهم مرض ليكيل للبلاد و استقرار تونس بما  لا أنزل الله به من سلطان.  

قنواتنا أصبحت ‘سوق بومنديل’:

كلّ العالم تقريبا يتحدث عن حادثة جربة أمس وتعطي أحيانا معلومات مغلوطة عن هذه الحادثة و البعض الآخر يستغل الفرصة لتوظيف تلك الحادثة لفائدة جهات معينة، و لكن قنواتنا الإعلامية غائبة تماما – باستثناء القناة الوطنية 1 و 2  – و هي المنغمسة في بيع أواني المطابخ و الكهرو الكترونية و غيرها من المعدات و الأشياء و كأنّها تبث في ذلك من دول أخرى و غير عابئة و لا هي مهتمة بما وقع بجزيرة جربة من حادثة أليمة راح ضحيتها أبناء شجعان من عناصر الأمن فضلا عن مواطنين اثنين….
 وهذه القنوات تبيع و تعرض في أواني و معدات منزلية و كأنّ الأمر لا يعنيها لا من قريب و لا من بعيد؟ لكلّ هذه القنوات نقول، هنيئا لكم بما ستوفره لكم هذه العمليات التجارية من ربح سريع، و هنيئا لكم بهذا الخط التحريري التجاري الدخيل عن عالم الاعلام، وهنيئا لكم بهذا الغياب بالحضور على كلّ ما يهم الشأن العام و هنيئا لكم بهذا ” الحياد ” المقيت و الوطن ” ينزف ” و هنيئا لكم بهذه الشطحات البهلوانية المقيتة.
فقط أطرح سؤالا بسيطا على هذه القنوات و مفاده هل قنواتكم هي قنوات إعلامية أم هي  قنوات مقاولات و شركات ربحية؟ و هل أمر عادي أن تتحوّل قنوات إعلامية إلى مستوى سوق بومنديل؟ و اكتفي بهذا القدر من الأسئلة حتى أوفر على نفسى عتابا لمن لا يستحقّه أصلا؟؟

الصمت  يفتح باب التأويل

الملاحظة الثانية التي أثارتني شخصيا، بمناسبة هذه الحادثة الألمية، تقول لماذا هذا الصمت من قبل الجهات الرسمية للإعلان عن الحادثة  و في ابّانها؟ ولماذا لم يخرج علينا مسؤول ويُعلم الجمهور العريض عن الحادثة و لو إجمالا في انتظار توفر أكثر المعلومات حول ما حدث؟
 ولماذا لا يتمّ طمأنة الشعب التونسي و لو بصفة أولية، من قبل الجهات الرسمية، على أنّ الوضع تحت السيطرة والحياة عادية بمسرح الجريمة أو الحادثة كما يحدث في العديد من الدول؟
و لماذا لا يتم إحداث نقطة تواصل دائمة عبر الناطق الرسمي سواء للداخلية أو للحكومة لمتابعة الحادثة و اعلام الجمهور العريض ببعض تفصيلات العملية؟  كلّ ذلك لابدّ منه حتى لا نترك للآخر الذهاب إلى تأويلات شتى؟ و هذا الآخر يمكن أن يكون بعض القنوات الإعلامية ” النزيهة ” جدّا.  كما يمكن أن تكون جحافل  المرتزقة المتخفين وراء حواسيبهم ليكيلوا للبلاد واستقرارها كما يحلو لهم، خاصة و البلاد تخوض حملة على الفساد و الفاسدين و كلّ من أجرم في حق الوطن و المواطنين.

فكل هذا الصمت من قبل الجهات الرسمية للإفصاح عمّا جرى و يجري، يجده البعض فرصة لضرب مصالح البلاد، بقصد أو عن غير وعي و ادراك، خاصة و موسم السياحة بدأ يعرف بعض الانفراج النوعي و الانتعاش من حيث عائدات هذا القطاع أو من حيث عودة  الروح لبعض المؤسسات السياحية و ما يعنيه ذلك من امتصاص البطالة خاصة بعد التأثيرات لـ ” جائحة كورونا ” و لموسمين متتاليين على القطاع السياحي عموما.

كلمة أخيرة

أخيرا ليس أمامنا إلاّ أن نترحم  أوّلا على كلّ من سقط شهيدا فداء لهذا الوطن الحبيب، سواء من عناصرنا الأمنية أو المواطنين. و أن نتمنى  أيضا الشفاء العاجل لكل  جريح، و هي أيضا فرصة لنشيد بحنكة أمننا الجمهوري و تفانيه في حماية الوطن من بعض الكلاب المسعورة، و التي، للأسف، مازالت تتحيّن الفرص لبثّ سمومها بيننا و ضرب استقرار البلاد بأيّ ثمن خدمة لجهات معينة.

وستظل تونس أمانة بين يدي أسودنا الأمنيين و عناصرنا العسكرية أوّلا ، وثانيا أمانة بين يدي هذا الشعب الأبي، الذي تبيّن، من خلال هذه الحادثة، بأنّه شعب يحبّ بلاده حتى النخاع و لا يقبل أن يدّنس ترابها أحد … لأنّها ستبقى عصيّة عنهم أبدا الدهر، و لا عاش في تونس من خانها …

المصدر : الصريح

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

سمير الوافي يُقاضي هؤلاء: ''أضرب القطوسة تتربى العروسة''

سمير الوافي يُقاضي هؤلاء: ”أضرب القطوسة تتربى العروسة” أعلن الاعلامي سمير الوا…