صدر مؤخرا للروائي التونسي الكبير والإبن البار لولاية صفاقس عامر بشة كتاب جديد معنون بـ” الكون الروائي في تجربتي السردية-مقاربات ودراسات بأقلام نخبة من النقاد والباحثين،على غرار د-عبد المجيد البحري،مختار الدبابي،جميل فتحي الهمامي،محمد الحبيب السلامي،عبد الرزاق القلسي،ماهر دربال،د-محمود طرشونة، المنجي سليماني،عبد الرحيم التدلاوي،علي البهلول،محمد بن جماعة، د-رياض حليف، د-سهيرة شبشوب وكاتب هذه السطور..
وهذا الكتاب الفاخر والدسم في ذات الآن (نشر وتوزيع شركة المنى-صفاقس) يضم مجموعة من المقاربات النقدية حول المنجزات الإبداعية في القصة والرواية للكاتب والروائي الشهير عامر بشة نشرت بصحف تونسية وعربية على غرار القدس العربي..رأي اليوم..الصريح.. مجلة الحياة الثقافية (تونس)..عالم الثقافة (مصر)..إلخ
وللروائي عامر بشة اصدارات عديدة في الرواية نذكر منها البعيد..فيضان الثلوج..البرج..وحورية الوطن..في غابة الإنسان..الإنسان والوحش..زمن المسخ..
وهو ضمن فهرس الرواية العربية في تونس 2001-2007 في شهادة للدكتور محمود طرشونة،قدّمها للمشهد الروائ العربي،في مؤتمر القاهرة الرابع للإبداع الروائي 2008.
كما أنه عضو في اتحاد الكتاب التونسيين.
والروائي التونسي عامر بشة يمثّل على خريطة الرواية التونسية أيقونة مهمة لها خصوصيتها،وحالة خاصة من حالات الشأن الروائي الذي يجمع داخله ما بين المتخيل والسيرة ووقائع اجترار تاريخ الذات الاجتماعي والأيديولوجي في تجربة إنسانية وإبداعية مستمدة من واقعه الخاص الذي عاشه فعلا ومازال يعايش فيه مراحل تحولات حادة في الزمن العربي المعاكس..
وتمثل مرآة الذات التي انعكست عليها مسيرة حياته الحافلة بؤرة كبيرة انعكست بدورها على إبداعه الروائي وشكلت عالمه السردي الخاص لسنوات طوال،كما تمثل صورة الآخر في منجزه الإبداعي جانبا مهما استعاده -عامر-في نسيج أعماله السردية جميعها وجسد من خلاله تجربة لها أبعاد متعددة كان لها تأثيرها الخاص على إبداعه الروائي على وجه التحديد بل وعلى ملامح أخرى من منجز الإبداع العربي المعاصر.
وذات -عامر بشة- في حد ذاتها وهي الباحثة عن نفسها،والمتفتحة على الآخر وعلى العالم من حولها تريد أن تدرك المعنى وتمتلكه.فكل علاقة للذات بذاتها هي علاقة بالعالم والآخر،كما أن كل علاقة بالآخر هي علاقة بالذات.وهذا (الازدواج) تعبير عن وحدة صميمية مفقودة بين (الأنا) و(الآخر) في عالم يشترك فيه أكثر سكان روايات-عامر-بشعور ومطامح سياسية متماثلة،وهو شعور يتجاوزهم بإستمرار نحو تأكيد خصوصية الوضع البشرى،حيث يكون الإنسان غائبا عن ذاته.
ولنا عودة لهذا المولود الإبداعي الفاخر عبر مقاربات مستفيضة.
محمد المحسن
المصدر : الصريح
