شدّد وزير الخارجية الأسبق، أحمد ونيّس، خلال استضافته في برنامج “ميدي شو”، الأحد 26 فيفري 2023، على أنّ جميع دول أفريقيا أفارقة وإخوة، وتونس محطّة من محطّات التاريخ القديم في مواجهة “سياسية التمييز”.
وقال: “جميعنا أفارقة، نحن مهد هذا القطر الإفريقي، حتّى أنّ أفريقيا نشأت على هذه الربوع، وأخواتنا الأفارقة فوق كلّ اعتبار، فالأفارقة في نهاية الأمر بشر، لهم حقوق وكرامة، أخطأوا أم أصابوا”.
واعتبر ونيّس أنّ البيان الصادر عن الاتّحاد الإفريقي حول وضعية الجالية الإفريقية بتونس ”سابقة”، حيث لم يسبق للبلاد التونسية تسجيل مثل هذا الموقف، قائلا “تونس كانت دائما في مواقع رائدة”.
وللإشارة فقد أدان الاتّحاد الإفريقي في بيان ممضى من الأمين العام موسى أحمد فقيه، تصريحات المسؤولين التونسيين حول الأجانب حاملي جنسيات بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، معتبرا أنّها تصريحات ”عنصرية”.
وفي هذا الصدد، يرى ضيف “جاوب حمزة” أنّ موقف الاتّحاد الإفريقي “يُعزّز فلسفتنا السياسة في التضامن مع جميع المبادئ والقيم”، قائلا “عمق الشعب التونسي والسياسة التونسية هو أنّنا روّاد في إرساء حقوق الإنسان الكونية، وتونس لا تزال تساند المساواة والأخوّة ومبدأ السيادة الكامل للشعوب”.
وأشار إلى أنّ تونس تعرّضت منذ الاستقلال إلى خمس هجمات اثنين من إسرائيل واثنين من الاتّحاد الأوروبي والخامسة من ليبيا والجزائر، قائلا: “من وقف معنا آنذاك؟ إخواننا الأفارقة”.
توجّه إلى الشعب التونسي، قائلا: “ارتقوا بمبادكم..”.
“مبادرة وزير الخارجية تصويب لتصريح رئيس الدولة”
واستنكر أحمد ونيّس تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيّد الذي كان قد دعا خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الأمن القومي، لاتّخاذ إجراءات عاجلة لوضع حدّ وبسرعة لظاهرة توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء على تونس، معتبرا أنّ هذا الوضع “غير طبيعي”، ومؤكّدا أنّ جحافل المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء مازالت مستمرة، مع ما تؤدي إليه من عنف وجرائم وممارسات “غير مقبولة”.
وأشار ونيّس إلى أنّ وُزراء الشؤون الخارجية والتعليم العالي والبحث العلمي والداخلية تولّوا “تصويب تصريح رئيس الجمهورية، مثمّنا المبادرة التي قام بها وزير الخارجية، نبيل عمّار، من خلال استقباله مجموعة من السفراء الأفارقة وتأكيده خلال هذا اللقاء حرص تونس على مزيد توثيق علاقات التعاون والأخوّة مع بلدان القارة الإفريقيّة والاتحاد الافريقي.
ووصف ضيف “جاوب حمزة” مبادرة وزير الخارجية بـ “الطيّبة والبنّاءة”، وهي تصويب لتصريحات رئيس الدولة، قائلا: “لا نستغرب ذلك من ديبلوماسي تونسي.. لكنّها مازالت تستوجب تصويبات أخرى، مثلا كان يمكن أن تكون كلّ من ليبيا، المغرب، موريتانيا، مصر، الصومال، السودان، وغيرهم، ضمن مجموعة من السفراء الأفارقة التي استقبلها وزير الخارجية، لبيان أنّ دول أفريقيا جميعها أفارقة وإخوة”.
وفي هذا الإطار، تفاعلت وزارة الخارجية مع هذا التصريح، مؤكّدة لبرنامج “جاوب حمزة” أنّ جميع الدول التي ذكرها أحمد ونيّس كانت موجودة ضمن الوفد الذي اجتمع به وزير الخارجية.
وفي سياق متّصل، نصح أحمد ونيّس، وزير الخارجية نبيل عمّار بضمّ وحدة الدول العربية بما في ذلك المملكة المغربية.
قلق الأمم المتحدّة إزاء ما يحدث في تونس.. كيف نقرأه؟
وفي سياق آخر، اعتبر وزير الخارجية الأسبق أنّ القلق الذي عبّرت عنه الأمم المتحدّة “إزاء ما يحدث في تونس في علاقة بالإيقافات الأخيرة وتقلّص المجال أمام المجتمع المدني والصحفيين”، نتائجه تتسجّد مثلا في التحفّظات لمدّ يدّ المساعدة (ماديا) لتونس، وهو ما يستدعي جهدا كبيرا من الحكومة لاستعادة الثقة إضافة إلى ضرورة توسيع الحوار السياسي للمجتمع المدني والخبراء والأحزاب.
وأردف أحمد ونيّس “أنّنا في حالة صعبة، ومقبلون على أيام أصعب، ما يتطلّب منّا التضامن والتآزر والارتقاء إلى المبادئ التي ندّعيها”.
وقال: “نحن نعوّل على أنفسنا لكنّنا نحتاج إلى شركاء لننهض بأنفسنا، وبالتالي يجب المواصلة في سياسة التعاون الدولي”.
المصدر : موزاييك ف م
