تعتبر تونس من بين الدول الرائدة إفريقيا في مجال توفير خدمات التطهير للمتساكنين بالمناطق الحضرية عبر الديوان الوطنى للتطهير onas حيث وقع استنساخ تجربتها في عدد من الدول الافريقية وهي السينيغال والكوت ديفوار وموريتانيا التي أحدثت بدورها ديوانا يحمل الاسم نفسه ويقدم الخدمات ذاتها، وهي إشادة قدمتها الجمعية الافريقية للتطهير التي تنظم مؤتمها الحادي والعشرين بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان من 19 الي 23 من فيفري الجاري .
وتعاني دول العالم من نسبة تغطية ضعيفة لشبكات التطهير بالمناطق الحضرية حيث يفتقر 4.5 مليار شخص حول العالم لشبكة تطهير آمنة نتيجة التوسع العمراني وانتشار الأحياء العشوائية حيث أكدت الجمعية الافريقية للماء أن أكثر من 43 مدينة حول العالم سيفوق عدد سكانها في العام 2030 ال 10 ملايين نسمة وهو ما يمثل تحد لهذه البلدان لتوفير الخدمات الأساسية للسكان كالكهرباء و الماء الصالح للشرب و شبكات التطهير .
وتفيد الأرقام بأن 53 بالمائة من سكان المناطق العمرانية حول العالم يفتقرون لشبكة تطهير متكاملة بينما لا يتمتع 16 بالمئة منهم بخدمات التطهير بشكل كامل , هذه الوضعية دفعت 673 مليون شخص اإلى قضاء حاجتهم البشرية في الهواء الطلق أو في العراء لعدم توفر حمامات. وتشير الاحصائيات إلى أن نيجيريا تحتل المرتبة الأولى عالميا فيما يتعلق بقضاء الحاجة في العراء بمعدل 37 مليون شخص كذلك أثيوبيا بـ 23 مليون شخص .
هذه الوضعية المأساوية التي يمر بها عدد كبير من سكان العالم ليست مقتصرة فقط على الدول الفقيرة بل تمس أيضا الدول الغنية حيث تمثل شبكات التطهير التي يتم وضعها بشكل الفردي 25 بالمائة بكل من الولايات المتحدة الأمريكية و كندا وفق أرقام تعود الي سنة 2017 , حيث يلجأ السكان الي ربط منازلهم بشبكات تتطلب التدخل المستمر لشركات التفريغ أو عملة مختصين في ذلك. و المفارقة أن بعضهم يدفعون أداءات مقابل خدمات التطهير التي لا يتمتعون بها .
وتسعى الجمعية الافريقية للماء عن طريق برنامج cwis المخصص للغرض والممول من قبل عديد المانحين الى تغيير أوضاع الدول الافريقية بالتعاون مع الحكومات لتطوير البنية التحتية للتطهير وتستهدف حاليا 54 مدينة افريقية ب 16 دولة .
خولة الكعبي
المصدر : موزاييك ف م
