اعتبر الباحث في الاقتصاد عن المعهد الدولي للتحولات الديمقراطية آرام بلحاج في تصريح لموزاييك اليوم الخميس 22 جوان 2023 أن استقلالية البنك المركزي أمر مهم باعتبار أن في عدم الاستقلالية سييكون البنك مُعرّض للضغط السياسي الذي يمكن أن يتسبب في تداعيات خطيرة.
وشدّد بلحاج على ضرورة فهم استقلالية البنك المركزي على نحو صحيح أي أن يضطلع البنك المركزي بعمليات محاسبة ورقابة، بالاضافة إلى الانخراط في مجهودات الدولة في التنمية.
وأضاف أنّ استقلالية البنك المركزي لا تعني دولة داخل الدولة، وأنّ السياسة النقدية يجب أن تكون بمنأى عن السياسة الاقتصادية، مشددا على أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي بتونس يحتم علينا أن لا نتبع قوانين البنوك المركزية العالمية بحذافيرها.
وبيّن أنه في تونس مثلا ما من داع أن يكون هدف البنك المركزي حصريا هو الاستقرار في الأسعار أو نسبة التضخم بل لابد من إضافة أهداف أخرى منها النمو وسوق الشغل والاستقرار المالي والبنكي.
وأبرز بلحاج أنّه مع التحولات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسات النقدية وارتفاع نسب التضخم والديون حان الوقت لإعادة التفكير في سياسة سعر صرف على مستوى البنك المركزي، وتقييم سياسة سعر الصرف الحالية ومدى تحقيق النتائج المطلوبة من ورائها، مضيفا أنّه من خلال ما نراه من نسب تضخم وعجز في الميزانين التجاري والجاري، والاحتياطي من العملة الصعبة يتبين وجوب إعادة التفكير في سياسة سعر الصرف الحالية ونجاعتها .
وقال بلحاج إنه لابد من القيام بعملية تقييم ولابد من تحضير الأرضية لسياسة سعر الصرف الجديدة والظروف الاقتصادية والمؤساستية والتقنية لسياسة سعر صرف جديدة تنخرط في عملية النمو والتنمية الاقتصادية الجديدة وأنه يجب إيقاف تدحرج الدينار الذي فقد الكثير من قيمته منذ 2011 بسبب الظروف الاقتصادية والخيارات النقدية للبنك المركزي والخيارات الاقتصادية للحكومة.
وأفاد بأنه إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية الهيكيلية، هناك إجراءات أخرى لابد من اتخاذها من طرف البنك المركزي على مستوى عمليات التغطية وتقديم ضمان استقرار سعر الصرف للمستثمرين مشددا على تحسن سعر الدينار يكون على فترة طويلة.
هيبة خميري
المصدر : موزاييك ف م
