Home أخبار روبرتاجات “الصباح”: لا ازدحام ولا طوابير في السوق المركزية التونسي “يكتوي” بنار الاسعار … !!

روبرتاجات “الصباح”: لا ازدحام ولا طوابير في السوق المركزية التونسي “يكتوي” بنار الاسعار … !!

0 second read
2
0

 

تونس- الصباح

يومان متتاليان ترتاد فيهما “الصباح” السوق المركزية وسط العاصمة لم نشهد فيهما المظاهر التي اعتدناها في رمضان الذي تكثر فيه “الشهوات” والطوابير امام محلات الجزارة والاجبان وباعة الغلال والخضر ونفس الشيء بالنسبة الى “سوق الحوت” الذي كانت الحركة داخله شبه مستحيلة في شهر رمضان، الحركة كانت خفيفة، ويبدو ان الباعة اعتادوا الامر لان اغلب الذين تحدثت اليهم “الصباح” اجمعوا على ان الاقبال الضعيف له اسبابه وهو الارتفاع المشط للأسعار، فيقول مهدي بائع غلال متنوعة ويبدو أن أغلبها مستورد “أن أسعار التفاح بلغت عشرين دينارا والموز كذلك ثمنه في ارتفاع يومي وبقيت القوارص فقط في متناول التونسي لكن الإقبال عليها ضعيف جدا”.

كانت فاطمة تقف أمام “نصبة” الخضار وبدت علامات الغضب واضحة على وجهها اقتربت “الصباح” منها بعد القاء التحيّة، وقد ردت دون أن تعيرنا اهتماما وهي التي كانت تتجادل مع البائع حول ثمن الفلفل ليجيبها بقوله أن الثمن سيشهد تراجعا خلال الأيام القادمة. 

في البداية رفضت فاطمة الحديث إلينا لان الغضب كان قد سيطر عليها بعد أن غادرت “النصبة” دون أن تقتني حاجتها لتلتفت إلينا وهي تتمتم بكلمات “موش معقول مناكلوش نموتو أحسن ويني الدولة”، والتفتت إلينا “انتم صحافة”، ولم تنتظر حتى الإجابة لتواصل كلامها “حتى وإن سجلتم معي ماذا سيتغير سواء تكلمت أو لم أتكلم ماذا سيتغير؟ أنا أتقاضى جراية زوجي المتوفي وهو موظف سابق وأصنف من الطبقة المتوسطة ولم اعد قادرة حتى على توفير الضروريات فما بالك بالعائلات الفقيرة التي تقاتل لأجل العيش، نعم أقول تقاتل لأنني أعرف العديد منهم يعيشون الجوع فحتى شراء رغيف الخبز أصبح صعبا عليهم ولا أعلم إلى أين نسير فكل السبل ضاقت بالتونسيين نتيجة الارتفاع المباغت للأسعار”.

فاطمة التي تحدثت بحرقة كانت تتحسس بين يديها بعض الدنانير وهي تفكر المرة تلو الاخرى كيف ستوفر بهذا المبلغ المحدود ما تحتاجه لإعداد إفطارها، كما اشتكت فاطمة من غياب الرقابة وتساءلت أين الصرامة التي تحدث عنها رئيس الدولة، أصبحنا غير قادرين على شراء الفلفل والطماطم والبصل اما الغلال فحدث ولا حرج كيلو غرام التفاح بلغ عشرين دينارا والموز 8 دنانير”.

اما الشاب محمد فيقول أن “سبب الزيادة المفرطة في أسعار المواد الغذائية في المدة الاخيرة هو جشع التجار لان همّهم الوحيد الربح لا غير وقد توفرت لديهم كل الظروف للترفيع في الاسعار دون رقيب او حسيب وحتى بوجود المراقبة الاقتصادية لم يتغير شيء لأنني متأكد أن أعوان الرقابة يتواجدون يوميا في الاسواق لكنهم لم ولن يغيروا شيئا من هذا الواقع المأساوي”.

وعن أسباب ارتفاع الأسعار يقول مهدي “هذا يعود اساسا لكبار المستوردين الذين رفعوا في اسعار الجملة فاضطر بائع التفصيل ان يرفع هو بدوره في السعر مثلا الموز كان قبل شهر رمضان ثمنه بين 5500 مليم و6000 مليم الكيلوغرام الواحد والان تجاوز 7500 مليم، ويضيف بان هذا الارتفاع سيتحمله المواطن في آخر الأمر.

غلال رصفت بشكل متقن حيث بدت كلوحة فنية للفرجة فقط هكذا وصف سمير نصبته التي كانت في مدخل السوق المركزية ويقول اليوم المواطن اصبح يشتري “بالكعبة” لأنه غير قادر و”عندو حق فاش قام يشري كيلو تفاح وإلا زوز كيلو بأربعين دينارا”، ويضيف حتى الطبقة الميسورة أصبحت تشتكي غلاء الأسعار فما بالك “بالشهارة” الوضع أصبح صعبا على الجميع أنا كبائع لا يساعدني هذا الارتفاع الجنوني للأسعار لأنه كلما انخفض السعر بيعت البضاعة ولاقت رواجا أكثر”.

عز الدين تاجر غلال يقول إن الأسعار باهظة وليست في متناول لا بائع التفصيل ولا المواطن، ويضيف عز الدين أن “الغلال الوحيدة التي شهدت تراجعا نسبيا في بيع الجملة هي الفراولة لكن رغم ذلك لازال الاقبال ضعيفا، في المقابل سعر البطيخ في ارتفاع حيث بلغ 8000 مليم الكيلوغرام”.

سلوى ربة بيت تقول إن التونسي غير قنوع، مظاهر اللهفة هي التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، وتضيف سلوى “دخلت سوق الحوت فصدمت بالإقبال الكبير على شراء اصناف من الاسماك عرفت بغلاء أسعارها مثل القرنيط والمناني ورغم ذلك يقبل عليها التونسي لماذا يشتكي من الغلاء وهو الذي يشتري أصنافا من الأسماك يتجاوز سعر الواحد منها خمسين وستين دينارا”.

وجدير بالذكر ان التضخم يواصل ارتفاعه ليصل الى مستوى 7.2 بالمائة خلال شهر مارس 2022 بعد ان كان في حدود 7 بالمائة خلال شهر فيفري حسب ارقام  المعهد الوطني للإحصاء، الذي ارجع ذلك إلى تسارع نسق ارتفاع الأسعار حيث شهدت المواد الغذائية ارتفاعا بنسبة 8.7 بالمائة.

جهاد الكلبوسي

المصدر : الصباح نيوز

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

بنزرت: تفكيك شبكة مختصة في تنظيم عمليات الإبحار خلسة

بنزرت: تفكيك شبكة مختصة في تنظيم عمليات الإبحار خلسة تمكنت مؤخرا دورية تابعة للوحدات الإست…