وعلى مدى اليومين الماضيين (الثلاثاء و الاربعاء) وقد تتواصل العروض لأيام أخرى، وأنا في حالة استغرب و تساءل لتصرفات بعض شبابنا في اطار ما يعرف بـ ” خرجة الباك ” باعتبارها عادة يمارسها تلاميذ الأقسام النهائية بالمعاهد الثانوية وذلك بعد اجتياز ” الباك سبور ” مباشرة.
وهذه العادة، الخطيرة على حياة أبنائنا أوّلا وهم في أوج فرحهم و أيضا ما تمثله من خطر محدق أيضا على مستعملي الطريق، تتمثل في الكم الهائل من السيارات التي تجوب طرقات المدينة بلا ضوابط ولا احترام لقانون الطرقات و التي يسوقها هؤلاء الشباب / التلاميذ بكل اندفاع وهي تتجاوز أكثر ما تستوعبه من الأشخاص ونصف أجسادهم تتدلى خارج السيارات.
لكن الأخطر من كلّ ذلك و أنّ هذه السيارات التي يقودها أبناؤنا تجري بطريقة جنونية في قلب مدينة بنزرت ضاربة بعرض الحائط كل الإشارات المرورية و خاصة الإشارات الضوئية التي تساوت لديهم جميعها فلا اللون الأحمر يوقفهم و لا البرتقالي يهيئهم للتوقف فلا تراهم يحترمون كلّ هذه الإشارات الضوئية و لو لا حكمة بعض السواق، من الجانب الآخر، لحدثت كوارث و قلبت الأفراح إلى مآسي لا قدّر الله.
في هذا الإطار لومي الكبير لا أوجهه إلى هؤلاء الشباب باعتبار اتسام هذه المرحلة من العمر بالاندفاع و الحماسة التي قد تتطور أحيانا كثيرة إلى تهور، بل لومي أوجهه لأولياء هؤلاء التلاميذ الذين يسمحون لأبنائهم باستعمال سياراتهم بتلك الطريقة في السياقة ” الانتحارية ” فهل الأولياء المعنيون على علم باستعمال سيارتهم من قبل الأبناء بتلك الطريقة؟ و هل فعلا لكلّ هؤلاء الأبناء رخص سياقة؟
وهل يقدّرون، نتائج مثل هذا الانفلات المروري و الاستعمال المتهور للسيارات، حقّ قدره أم – لا قدّر الله – بحد حصول المأساة يتفصى هؤلاء الأولياء من كل مسؤولية بالإدّعاء و أنّ السيارة تمّ استعمالها في غيابهم و بدون علمهم؟
وعليه – من باب الوقاية – ندعو هؤلاء الأولياء إلى اتخاذ المزيد من الصرامة تجاه مثل هذه التصرفات للأبناء حتّى لا تتحوّل – لا قدّر الله – الأفراح إلى أتراح…
رصد: الأمين الشابي
المصدر : الصريح
