أبرز المختص والباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير في تصريح لموزاييك السبت 16 أفريل 2022 أن هناك تقاطعا بين عدة إشكالات وتساؤلات حول علاقة الواقع والدراما، قائلا ‘هل أن الدراما التونسية تعكس الواقع كما هو أو هي إعادة إنتاج له؟.’
واعتبر أن المشكل الأصلي يتعلق بأن الأعمال الدرامية هي إعادة إنتاج للواقع وإدماجه في آلة الدراما وتلوينه وتزينه ليعاد تقديمه للمشاهد بطريقة لهضمها بطريقة سهلة جدا .
صناعة الدراما وإعادة إنتاج الثقافة أصبح يرتكز على تحويل القبيح إلى جميل
وأضاف أن صناعة الدراما وإعادة إنتاج الثقافة أصبح يرتكز على تحويل القبيح إلى جميل حتى وإن كان يقدم مشاهد للعنف أو يروج لممارسات وظواهر ممنوعة ومجّرمة منها استهلاك المخدرات أوالتحرش أو الجنس إلى حد تصبح معه هذه الظواهر مباحة.
واعتبر معاذ بن نصير أن الدراما التونسية انحصرت فقط للأسف ومنذ منذ 10 سنوات في إنتاج تلك الظواهر ضمن مثلث “الجنس والعنف والمخدرات” مضيفا ان إعادة المواضيع نفسها كل سنة لم يعد يبرز خلفية فنية ايجابية بقدر ما يؤدي إلى التاثير سلبا في المتلقي واصبحت الاعمال الدرامية بالتالي تنبني على ثنائية واحدة وهي التأثر والتأثير .
المواضيع نفسها سنويا لا يبرز خلفية فنية ايجابية بل يخلق أثرا سلبيا لدى هذه الفئات
وشدد على أن المشاهدين الأبرز للأعمال الرمضانية هم من فئة دون سن 35 عاما ويمثلون نسبة تتجاوز 76 بالمائة وأغلبهم من المراهقين الذين يتأثرون بسهولة بهذه المشاهد .
وأشار إلى أن البعض يعتبر الأعمال الرمضانية انعكاسا للواقع في حين أن الواقع لا يتلخص في لإدمان والعنف ..بل هناك مشاكل عويصة بالمجتمع التونسية منها ما طرح في مسلسل الحرقة حول الهجرة غير النظامية والتمييز بين الرجل والمرأة في عدة مهن وثنائية التهريب والإرهاب التي يمكن طرحها والتطرق لها بالدراما والأعمال الرمضانية والتي تمس عمق المجتمع التونسي.
هناء السلطاني
المصدر : موزاييك ف م
