كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
نعى الناعي صباح يوم الجمعة14رمضان1443ه/15 افريل2022م المنعم الدكتور محمود شعلال طبيب القلب ورئيس اتحاد الزوايا رحمه الله واسكنه فراديس جنانه بعد عمر قضاه في خدمة العلمين طب القلب العضلة و طب القلب محل الايمان والتقوى.
فهو الطبيب المختص في امراض القلب وهو رئيس اتحاد الزوايا في الجزائر وعندما نقول الزاوية فاننا نعني الروح التي هي من امر بي والتي بها يكون الانسان انسانا( اقبل على النفس واستكمل فضائلها فانت بالروح لابالجسم انسان).
*وفي الغرب الاسلامي عموماوفي الجزائر خصوصا فان الزوايا هي التي حافظت على الاسلام والعربية. فعندما هدم الاستعمار الفرنسي المساجد وحولها الى كنائس ومنع بناءها التجا الشعب الجزائري الى بناء الزوايا في كل انحاء الجزائر وبين كل مكونات تركيبتها البشرية عرباوبربرا وامازيغ وفي بلاد القبائل وفي الصحراء عشرات ان لم نقل مئات شيدت لتكون ملاذ طلبة العلم لحفظ القران الكريم ومختلف علوم الشرع واللغة العربية.
تخرج من الزوايا الاف الحفاظ لكتاب الله ومئات العلماء الاعلام الذين لايزال سندهم العلمي متصلا في الجزائر.
*ولا غرابة ان يؤسس الدكتو رمحمود شعلال طبيب القلب المنحدر من اسرة علم وصلاح وتربية وابن زاوية من زوايا الجزائر العريقة اتحادا للزوايا وان يجعل منه هيكلا يرعى تلك الصروح التي يعرف الجميع في الجزائر فضلها وما قامت به في سبيل الحفاظ على الهوية الوطنية الدينية للشعب الجزائري( الاشعرية المالكية الاشعرية) سواء في المرحلة الاستعمارية او في مرحلة ما بعد الاستقلال وبناء الدولة
*فمن الزوايا تخرج كبار رجالات الجزائر مدنيين وعسكريين وتخرج من الزوايا الحفاظ والفقهاء العلماء الذين مثلماواجهواالتغريب والفرنسة والتنصير فقد واجهو ا التطرف والارهاب المدعوم خارجيا وامكن للجزائر ان تتجاوز العشرية السوداء ولو بالتضحيةبالكثير من خيرة ابنائها من الائمة والحفاظ لكتاب الله الذين ذبحوا و علقت رؤوسهم في الاعمدة الكهربائية واغصان الاشجار.
*وكان للدكتور محمود شعلال رحمه الله دوره الكبير في الاحاطة والتاطير والتطوير للزوايا الجزائرية مع الحفاظ على الاصل وهو التزكية والتربية مصداقا لقوله تعالى( يزكيهم ويعلمهم) وقام في هذا الاطار بتنظيم ملتقيات وندوات علمية وتوجيهية وتصحيحية في مختلف مدن ومناطق الجزائر لم تلبث ان اصبحت دولية .
*وقد شرفني الفقيد رحمه الله بالمشاركة في عدة دورات في وهران ومستغانم ومعسكروتسيمسلت وفي الجزائر العاصمة وظللنا على تواصل مستمر الى ماقبل الكورونا بقليل.
* فقدرافقته في جولات في جهات الجزائر حيث وصل بنا الترحال الى مسقط راسه حيث الاهل والزاوية التي فيها نشا وترعرع وحيث يحظى بالاحترام والتقدير في السوقر.
*ورافقته في تونس في زيارة الزيتونة في معهد اصول الدين لما كان يديره الدكتور العروسي الميزوري والمقام الشاذلي( حيث التقى بفضيلة الشيخ حسن بن حسن رحمه الله وكان ذلك في احد مواسم لزيارات الاربعة عشر الصيفية.
لقد كان الدكتور محمو دشعلال رحمه الله مثال الفضل والتواضع والرغبة الصادقة في المساهمة في خدمة دينه ووطنه في المجالين الطبي والعلمي والروحي الوجداني.
وكان رحمه الله مثالا للوفاء لاصدقائه يهتم بشؤونهم ويسعى لمساعدتهم بكل ما اوتي مما جلب له الود والحب من طرف الجميع.
*بفقد الدكتور محمود شعلال رحمه الله فقدت الجزائر والحياة الروحية احد رموزها الذي ظل يعطي بتفان واخلاص الى اخريات حياته غير مكترث بالاتعاب والمشاق والعراقيل فقد كان حامل رسالة نبيلة وكان مؤمنا بها شديد الايمان بان جهاد اليوم في الحفاظ على الثوابت والعمل على رقي الوطن وتقدمه وامنه وسلامته والتصدي لكل ما يستهدف وحدته ويزعزع استقراره الروحي لايقل اهمية عن جهاد الامس من اجل تحرير الوطن من ربقة الاستعمار الفرنسي الغاشم فكل منهما جهاد في سبيل الله.
* ابلى فيهما الدكتور محمودشعلال رحمه الله البلاءالحسن الى ان لاقى وجه ربه راضيامرضيايصدق فيه وعليه قوله جل من قائل(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
*فالى جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدربجوار النبيين و الصديقين والشهداءوالصالحين وحسن اولئك رفيقافلتهناروحك الطاهرة ايها الاخ العزيز والصديق الوفي وانا لله وانا اليه راجعون.
فانتم السابقون ونحن بكم لاحقون.
المصدر : الصريح
