كتب: يوسف الرمادي
الحادثة التي ذكرها الصديق محمّد الحبيب السلامي في مقالة المنشور على الصريح أون لاين في خصوص التعذيب الشنيع لعاملين فلاحيّن من قبل معمّر خلال زمن الاستعمار في تونس، مما نتج عنه قطع أيدي العاملين بالتعليق في شجرة….
هذه الحادثة وقعت سنة 1922 وهي السنة التي بُعِثتْ فيها جمعيّة الرفق بالحيوان هذه الجمعيّة الفرنسيّة التي كانت تقيم الدنيا وتقعدها وتكثر من الشكاوى إن حصل ما يسمّي اعتداء على حيوان ما…
أما ابن آدم الذي نقد حريته والمُسْتعبد والمُعْتدى عليه فإن حصل له مكروه فلا تحرّك هذه الجمعيّة ساكنا، وقد حدث في تلك السنة حادثان كبيران كان لهما تأثيرهما لدى المجتمع التونسي منها حادثة سوق الإربعاء التي رواها الصديق محمّد الحبيب السلّامي وأريد أن أضيف لروايته أنّ أمير الشعراء الشاذلي خزندار نظم قصيدا في التنديد بهذا الظلم الفادح جاء فيه :
يهتزّ صوتهما الرنين بين الـتأوّه والأنين
كلّ يكذب في يمينه والمعمّر لا يمين
رَبُّ الكروم ذو الكرام وأمره كاف ونون
قالوا أيادينا عليكم ممّا أنتم ساخطون
فأشارت الأيدي التي شُلّت بأيد المحسنين
كانت ولا تثريب أفصح من لسان الناطقين
جزار مالطي
وفي نفس السنة وفي نفس السياق جاءت الحادثة الثانيّة من جزّار مالطي متجنّس بالجنسيّة الفرنسيّة عندما أتاه أحد التونسييّن لشراء اللحم فتظاهر بالانشغال بأشياء أخرى، وطلب منه أن يتقدّم بنفسه ليأخذ ما يريد وكان ذلك مرتبطا بخيط كهربائي، فإذا التونسي المسكين يقع ضحيّة هذا العبث وقد سجّل الشاعر مصطفى خزندار هذا الحدث بقصيد مطلعه :
في الجدّ أو في اللعب أرواحنا في نهب
وفي نفس السنة التي بعثتْ فيها جمعيّة الرفق بالحيوان وبعد هذين الحادثين خرجت هذه الجمعيّة على الناس بمذكّرة تدعو بضرورة العناية بالحيوان وعدم الاعتداء عليه ومعاقبة كلّ من يشتمّ منه أنّه ليس به رحمة بالحيوان فقال الشاعر سعيد أبي بكر :
جمعيّة الرفق والسنور والديك ماذا عن الرفق بالإنسان يلهيك
يعنيك عيشهما والأمن فوقهما مرحى فهل عيشه في الضنك يرضيك
كفكفي دمع الكلاب وامسحي دمع الحمير
فإذا المرء اشتكى الجوع في الوقت العسير
أطعمي القطّ لحما ربّما لم يدقه بعضنا منذ سنين
….وهي قصيدة جميلة وهادفة
المصدر : الصريح
