خلال ندوة صحفية عقدها مساء أمس الثلاثاء 17 ماي 2022 بجزيرة جربة بحضور ممثلي وسائل إعلام وطنية وجهوية وعالمية، أكّد وزير السياحة، محد المعز بلحسين، أنّ المخطط العملي لدفع القطاع السياحي الذي أطلقته وزارة السياحة وتشتغل عليه منذ ستة أشهر سيتواصل إلى نهاية سنة 2024، متضمنا عدة محاور، منها المحور الصحي والبيئي وتنويع العرض السياحي والترويج وخاصة الرقمي منه، والتأمين واليقظة، وذلك من أجل بلوغ عدة أهداف، ومنها استعادة السياحة عافيتها وبلوغ نسبة 50 بالمائة سنة 2022 من إنجازات سنة 2019،.
وأضاف الوزير أن الوجهة التونسية تشتغل على عدة أسواق، أبرزها الأسواق الكلاسيكية الأوروبية، وفي مقدمتها السوق الفرنسية ثم الإيطالية والألمانية والبريطانية وأسواق أوروبا الوسطى والسوق البولونية والتشيكية وأسواق بلدان الجوار، الجزائرية منها والليبية، إلى جانب أسواق واعدة كالسوق البرازيلية والصينية والهندية، والتي تتطلب عملا هاما لحل إشكالات النقل الجوي ومعالجة الإشكالات الهيكلية للخطوط التونسية، التي قال إنها بدأت تتعافى وتحسنت على مستوى الخطوط وفي مستوى الطائرات، لافتا إلى أن تحسن الخطوط التونسية ووجود شركات طيران أخرى يساعد على استعادة السياحة التونسية لنشاطها المعهود.
وأشار وزير السياحة، محد المعز بلحسين، إلى التداعيات المباشرة للأزمة الروسية الأوكرانية على السياحة التونسية والاقتصاد التونسي عموما، ولذلك تعمل الوزارة من أجل الحد من وطأة هذه التأثيرات، عبر السعي إلى تنويع الأسواق والمراهنة على الأسواق الداخلية، مبرزا أهمية العمل على حماية القطاع السياحي أمام تواتر الأزمات والهزات التي يتعرض لها، وإعطائه صلابة ومتانة وإيجاد خطة للتصرف في الأزمات.
وذكر الوزير أن أزمة كورونا كانت فرصة لإعادة النظر في المنوال السياحي والتفكير في سياحة أكثر صلابة واستدامة، لافتا إلى تجند الحكومة والمهنيين والإدارة وكل الفاعلين في القطاع السياحي منذ مارس 2020 لمجابهة التّأثيرات السلبية لجائحة كورونا وإقرار حزمة من الإجراءات لدعم القطاع، مشيرا إلى تحسن مختلف مؤشراته حيث سجل عدد الوافدين زيادة بـ131 بالمائة وعدد الليالي المقضاة زيادة بـ120 بالمائة وبلغت نسبة العائدات زيادة بـ47 فاصل 7 بالمائة وذلك منذ بداية هذه السنة إلى يوم 10 ماي، وهو تحسن على أهميته، يبقى أقل بـ50 بالمائة من نتائج سنة 2019.
وكان وزير السياحة قد أدى كامل نهار الثلاثاء زيارة إلى ولاية مدنين شملت معتمدية جرجيس وجزيرة جربة، حيث عاين مشروعا سياحيا في مجال السياحة البديلة ومشروعا آخر لسياحة ايكولوجية ببحيرة البيبان يواجه صعوبات، وخاصة منها حصوله على التراخيص، ليتابع من جهة أخرى استعدادات جزيرة جربة لاحتضان تظاهرات كبرى، بداية بالزيارة السنوية للغريبة، ثم الاستعداد للقمة الفرنكوفونية ومدى الجاهزية للموسم السياحي الجديد على المستويات البيئية والخدماتية والأمنية وعلى مستوى النقل.
كما التقى الوزير بممثلي وسائل الإعلام الجهوي بولاية مدنين لتبادل الآراء حول دور الإعلام الجهوي كرافد للقطاع السياحي والخروج بمقترحات لتعزيز هذا الدور ولإعطاء نجاعة أكثر للعمل جهويا، ولاسيما بتنظيم حلقات تكوين وتدريب حول الإعلام السياحي وإعطاء صحفيي الجهة فرصة أكثر للاطلاع على مقومات المنتوج السياحي من خلال رحلات إعلامية، مع منحهم فرصة المشاركة في المعارض والتظاهرات التسويقية للقطاع خارج أرض الوطن، وهو ما رحب به الوزير، مؤكّدا ضرورة العمل على تنفيذ مثل هذه المقترحات.
المصدر : الصريح
